HTML مخصص
11 Aug
11Aug
إعلان خاص

سار أحد الملوك متخفيًا... وتجاوز حدود المدينة حتى وصل إلى غابة... رأى حطّابًا فقيرًا وزوجته يتحدّثان بصوت مسموع وهما يقطعان إحدى الأشجار... قالت الزوجة :

"إنّ أمّنا حوّاء كانت مخطئة جدًا حين أكلت من الفاكهة المحرّمة ولو أنها أطاعت ما أمر الله به ما كنّا الآن نشقى ونتعب في هذه الدنيا".

فقال الزوج :

"إنّ حواء قد أخطأت حقًا ولكن أبانا آدم كان يجب أن يكون عاقلًا فلا يخضع لإرادتها ويأخذ منها الثمرة، ولو إنني كنت مكانه وأردتي أنتِ أن افعل ما فعل آدم لما خضعت لكي ولا نفذت كلامك".


عندئذ إقترب منهما الملك وقال لهما :

"يظهر لي أنّ عملكما هنا متعب وشاق جدًًا".

فقالا الإثنان :

"نعم يا سيّدي، فنحن نعمل طوال النهار ونتعب كثيراً حتى نحصل على لقمة العيش".

فطلب منهما الملك أن يتبعاه ووعدهما أن يساعدهما حتى لا يحتاجا إلى عمل وأسكنهما قصره وكان يقدّم لهما الأطعمة الجميلة المنظر...

غير أنّ الملك أمر أن يوضع دائمًا على المائدة طبق مُغَطَّى، ولم يسمح لهما بكشف غطائه.

وإشتاقت الزوجة أن تعرف ما يحتويه هذا الطبق المغطّى ودخلت مع زوجها المطعم ذات يوم وإمتنعت عن تناول الطعام.

ورآها زوجها حزينة مهمومة فسألها عن السبب فقالت :

"أريد أن تكشف عن هذا الطبق غطاءه لنرى ما فيه"...

فقال الزوج :

"إنّ هذا مخالف لأوامر الملك".

لكن الزوجة إزدادت إشتياقًا يومًا بعد يوم لمعرفة سرّ الطبق المُغّطَّى، حتى أنّها هدّدت زوجها بقتل نفسها إذا هو لم يحقّق طلبها!

فلم يقدر الزوج أن يقاوم إرادتها، فكشف غطاءه فقفز منه فأر وإختفى في جُحر بإحدى أركان الغرفة.


و في تلك اللحظة ظهر الملك وسألهما عن الفأر..

فقال الرجل :

"يا سيدي لقد أرادت زوجتي أن ترى ما في الوعاء فرفعت الغطاء فقفز الفأر وإختفى"..


فقال الملك :

"أيّها المسكين، ألم تكن وأنت في الغابة تلوم آدم لأنه نَفَّذ إرادة حواء...؟! فلماذا وقعت في نفس الغلطة..؟؟!!

وقال للمرأة :

"وأنتِ لقد كان أمامك كل ألوان الطعام الشهي، فلماذا طمعتي في كشف الغطاء..؟! وهل تَقِلّ غلطتك عن غلطة حواء..؟! إرجعا إذًا إلى عملكما الشاق في الغابة ولا تلوما آدم وحواء مّرة أخرى"...


طوبى لمن إنصرف عن عيوب الناس لينظر إلى عيوب نفسه..



#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.