HTML مخصص
04 Jul
04Jul
إعلان خاص

في إحدى المرّات كان هناك تذكار الأربعين ( وهو يوافق أربعين يوماً بعد إنتقال الشخص للسماء ويقام قداس له...) لوالد بعض الأصدقاء.

وأثناء دخولي وجدتُ بعض من أفراد أسرته واقفون على مدخل الكنيسة معهم صناديق مليئة بالقربان كي يوزعونه على الحاضرين بعد نهاية القداس...

فدخلت وسلّمت على الحاضرين ولكن لفت إنتباهي طفل يحاول أن يأخذ قربانة منهم فيقولون له .. بعد إنتهاء القدّاس وليس الآن.

ظلّ يحاول معهم فقالوا له : بعد إنتهاء القدّاس حتى تستطيع أن تتناول..!


كان الطفل ملابسه ممزّقة ويلبس في قدمه حذاء ممزّق وكل قدم به حذاء مختلف عن القدم الأخري.

فإبتسمت لصديقي الذي كان يقف بجوار الصناديق قائلاً له :

حاول إعطائه قربانة وتخرجه خارج الكنيسة لأن شكله متسوّل لكي نتمكن من متابعة القدّاس.


وأثناء التناول أخرجت من جيبي ورقة بمائة دولار وذهبت إلى صناديق العطاء كي أضعها أمام الناس.

لم يكن في نيّتي أن أضع مبلغ كبير كهذا ولكن عندما نظر إليّ أحد الحاضرين فرغبت في التباهي بهذا المبلغ فوضعته..


وبعد وقت قصير وجدت هذا الطفل يقترب نحوي وفي يده قربانه..

وقف بجواري وأنا أراقبه دون أن ينتبه، فوجدته يخرج القربانة من الكيس البلاستيك وأخرج صورة تذكار الأربعين وقال لي :

ممكن تشتري مني هذه القربانة يا سيّدي ؟؟

فقلت له أنت تأخذ القربان من تحت كي تبيعه؟؟

ثم مسكت به ونزلت إلى صديقي وقلت له لا تعطي لهذا الولد قربان مرة ثانية لأنه يأخذه ويبيعه فوق..

فقال صديقي: إنه لم يأخذ سوى واحدة وأنه واقف بجواري منذ أكثر من ساعة كي أعطيها له، وعندما نفذ صبري أعطيتها له..ثم مسك صديقي ذلك الطفل المتسوّل من أذنه ضاغطاً بشدّة عليها قائلاً :

إيّاك أن تقترب من القربان مرة ثانية.. هل أنت فاهم..!


فوجدنا الطفل بدأت عينيه تدمع وأخذ جانباً وظل يبكي..

فوجدته سيدة وقالت له لماذا تبكي ياحبيبي؟

فأجاب قائلاً :
ممكن تشتري مني هذه القربانة؟

فأخذتها منه السيّدة وأعطته عملة فضيّة..

ثمّ وجدتُ الطفل يصعد إلى الكنيسة مرة أخرى ويضع تلك العملة في الخفاء في صناديق العطاء ثم مضي خارجاً..!


حينها ظللت أبكي وحاولت اللحاق به كي أعتذر له عن ما صدر مني ولكنّي لم أجده..





عزيزي القارئ...


لا تأخذك المظاهر وتجعلك تصدر حكم خاطئ على الناس.

فهذا الرجل الذي وضع مائة دولار أمام الحاضرين قلبه أسود للغاية.

يعطي ويقول ها أنا ذا...

وحكم على طفل فقير لم يكن معه أي نقود كي يشتري لنفسه حذاء أو ملابس جديدة بأنه متسوّل.

فهذا المتسوّل ظلّ يحاول أكثر من ساعة للحصول علي شيء بسيط يقدّمه إلى الله في الخفاء..



اعطني يا ربّ قلب نقيّ طاهر وإنزع منه كل شرّ وكل غرور..

علّمني يا ربّ كيف أحبك وأعطيك من قلبي.. آمــــــــــــين.


"مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ."
(مت ٥: ٤٢)




#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.