HTML مخصص
30 Apr
30Apr

تفاجأ رجلٌ بعد مماته لوصوله إلى نار جهنّم الأبديّة، بحيث كان يعتبر نفسه باراً ومن غير المعقول أن يلقى هذا المصير.

وبينما كانت الشياطين تقوده ليأخذ مكانه وسط حشد الناس، أخذ يصرخ قائِلاً :

"أنا بريء ولا يجوز أن أكون في هذا المكان، بالتأكيد قد حصل خطأ ما".

حتّى ملأ صراخه تلك الصالة الواسعة التي يجلس فيها رئيس الشياطين، بحيث أمر رجاله أن يأتوا به أمامه، فقال له ساخراً :

"يبدو أنّك فعلاً مظلوم وليس من عدالة عند إلهك! فهل يُعقل أن يأتي رجلٌ مسالم مثلك إلى هذا المكان ؟ ولكن، لا بدّ أنّك إرتكبت جريمةً في حياتك".

عندها أجاب الرجل :

" جريمة! لا أعرف ما هي، إنّي أبتعد عن الجرائم ولا أحبّ المشاكل".

فقال الرئيس بتعجّب وإستهزاء :

"غريب عجيب أمر إلهك ؟ ولكن، أخبرني قليلاً عمّا قد يكون سبب سقوطك هنا لدينا".

فأجاب الرجل بثقة :

"كنتُ أرى المشاكل والأحقاد والبغض والخلافات وبخاصّة بين الجيران، ولا أتدخّل بل أبتعد عنهم قائلاً : فخّار يكسّر بعضو ".

عندها قهقه رئيس الشياطين قائِلاً :

"أهلاً وسهلاً بك، خذ مكانك أيّها المتفرّج العظيم، فأنت لنا ".




عزيزي القارئ...


إنّ الأمانة تقتضي أن أعيش حقيقة إنسانيّتي على مثال إنسانيّة يسوع وبحسب متطلّباتها.

هو الذي حمل صليبي وكفّر عن خطيئتي، عندما ربط مصيره بمصيري في سرّ التجسّد، فكيف لي أن أتجاهل أمور الناس وأتغاضى عن مشكلاتهم ؟ إنّ مقياس الدينونة ليس مبنياً على الشرّ الذي أصنعه وحسب، بل أيضاَ على الخير الذي بإستطاعتي أن أفعله وبدل ذلك أتجاهله ... فهو أيضاً سوف يتجاهلك.



#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.