HTML مخصص
25 Apr
25Apr

فكّرت بسؤال قد يبدو للوهلة الأولى سهلاً وبسيطاً لكني لما تعمّقت به وجدته صعباً والإجابة عليه تحتمل وجهات نظر عديدة وسؤالي:

من هو الإنسان الشاطر ...؟

أخذتُ بعض الآراء من حولي فكانت الإجابات مختلفة بإختلاف القناعات والطموحات وهذه بعض الآراء :

• الشاطر من يأخذ الذي يريده دون أن يسبب الضرر للآخرين.

• الشاطر من يضع نفسه بالمكان المناسب في الوقت المناسب.

• لكل إنسان فرصة تأتيه مرة واحدة والشاطر هو من يستغل تلك الفرصة أحسن إستغلال.

• الشاطر من يأخذ أكثر ممّا يعطي.

• الشاطر من يبقي نفسه بعيداً عن المشاكل ويغني " إبعد عن الشر يا عمري وغنيلو".

• الشاطر من يكسب ود الناس وإحترامهم.

• الشطارة هي القناعة بمبدأ "الغاية تبرّر الوسيلة".


هذه عيّنة صغيرة من الأفكار التي زادتني رغبة في معرفة معيار الشطارة في محيطنا وخصوصاً بعد إعادة بناء جزء من هذا المحيط في عصرنا على أساسات المصلحة الشخصيّة والمادة مقابل التضحية بالعديد من القيم والأخلاق حتى صار البعض يتفنن ويتلذذ بالإساءة لأنه يعتقد أنها حماية وشطارة.


أثناء مشاهدتي لفيلم حياة القدّيس نعمة الله الحرديني جذبتني فكرة وردت في أحد المشاهد وشجعتني للبحث من جديد عن مفهوم أكبر ( الشاطر يا بني ... من يخلص نفسه ) إنها جملة الحرديني التي دعتني للتأمّل بفكر القدّيسين بشكل أعمق ، إكتشفت أنهم يملكون بالإضافة لروح التمسّك بالحياة المسيحيّة والصبر أمام المصاعب والتجارب ميزة رفعتهم من مفاهيم الحياة الصاخبة إلى الكمال إنها الحكمة التي كسبوا من خلالها الكثير وعرفوا أن عذابهم الأرضي ليس إلاّ إستعداد لفرح أبدي لا يزول ، حدّدوا جهة الهدف وإليه إنطلقوا وهذه هي الشطارة بعينها.


في الإنجيل شخصيّات كثيرة إستحقّت لقب الشاطر منهم من ترك أمواله وثروته والبعض فارق أهله وأحبابه ومنهم من خرج من طرقات الظلام إلى فجر حياة جديدة.

دعونا نتأمل بذاك الإبن الضال الذي إعتقد أن باستطاعته العيش وحيداً دون الإعتماد على مساعدة أحد، أضاع الطريق وعاش في عالم الضياع ولمّا ملأه اليأس قرّر العودة لحضن أبيه المنتظر، اليوم ذاك الإبن يعيش داخل كل شخص فينا فكم من مرّة قرّرنا الإبتعاد عن رحمة الله وحسبنا أننا قادرين على تحقيق النجاح بما لدينا من مواهب فلم تكن النتيجة سوى أنّ أمواجنا تخبّطت بصخور الخطيئة وإنكسرت، وصلت في النهاية لخلاصة صغيرة قد لا تكون كافية ولكنها تلخص وجهة نظري بالموضوع :

( الشطارة أن نبقي قناديل الحب في أنفسنا مملوءة بزيت التضحية والمسؤولية فنعيش حياة منيرة نستغل فيها كل فرصة لنثبت للجميع أننا مستعدين لقدوم المسيح في أية لحظة).


#خدّام_الربّ

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.