HTML مخصص
09 Apr
09Apr

كان هناك قرد يتمشّى في الغابة كل يوم وكان يأكل الفول السوداني والموز ولكن كان دائماً يؤرقه أنه يعاني من الحشرات التي تنغص عليه حياته.


كان دائماً ما يجلس مع قرد آخر مثله وينقوا بعضهم البعض من الحشرات.

وكل واحد منهم يهرش للثاني ظهره.

قال القرد لصاحبه لماذا أنا قرد أعيش على الأرض والحشرات تزعجني والتراب يلتصق بجلدي والحيوانات المفترسة تطاردني؟

لماذا أنا لست نسراً أطير في الهواء بعيداً عن الحشرات والتراب والوحوش أرتفع فوق الأشجار وفوق الأرض وأحلّق عالياً في السماء؟
لقد كرهت حياتي كقرد !!

وقرّر القرد فى أحد الأيام أن يصبح من هذه اللحظة نسراً محلّقاً في الهواء وكان كل من يقابله ويقول له أهلاً يا قرد يقول له عفواً أنا نسر.

إستمرّ على هذا الحال يوماً أو يومان وكانت الحيوانات الأخرى تضحك عليه وتقول عنه أنه مجنون يا قرد.

وكانوا دائماً يقولون له شكلك قرد و طعامك طعام قرد وكذلك لست تطير مثل النسور.

ذهب القرد المسكين يبحث عن ريش متساقط من النسور ولصقه على جلده وراح أيضاً يحاول أن يأكل اللحوم كالنسور.

ولكن كلّما كان يأكل من تلك الحوم كانت بطنه تؤلمه جداً.

ضحكت كل الحيوانات عليه وقالوا له :
شكلك قرد لكن يمكننا التغاضي عن ذلك و لكن تطير كيف؟ و أنت عندك فقط القليل من الريش الملصق على شعرك؟
حاول أن يقنعهم كثيراً أنه نسر ...
وأخذ يقفز عالياً على الأشجار و يحاول أن يوهم الحيوانات أنه يطير لكن طبعاً الكل ضحك عليه وقالوا له :
حتى رائحتك ما زالت رائحة قرد ولا يمكن أن تتزوّج أنثى النسر ولا تبيض زوجتك بيضاً مثل أنثى النسر.

قال القرد لنفسه أنا سوف أنساهم وسأعيش مع نفسي أنا نسر محلّق فى الهواء وحتّى إن لم يصدّقني أحد.

أنا أؤمن بنفسي.

حاول كثيراً أن يقنع نفسه!!
لكن حتّى نفسه لم يستطع أن يقنعها!!

جلس باكياً على شجرة عالية ويقول لنفسه كنت أتمنّى أن أكون نسراً لكن ليس هناك فائدة وبدأ يخلع الريش الملصق عليه ويرميه على الأرض ويقول أنا قرد لا محالة.. أنا قرد أنا قرد وأخذ يبكي بشدّة.

فجأة أحسّ بيد على كتفه فحوّل نظره فوجد شخص هادئ جداً عينيه مملوءة بالحب وقال له حان الوقت يا قرد القرود أن تبقى نسراً.

بالحقيقية ما دمت إقتنعت أنّك لا يمكن أن تبقى نسراً من نفسك هكذا .. أنا سوف أصنع معجزة لك وأحوّلك إلى نسر حقيقي.

عندي شرط واحد!

هل تؤمن أنني أستطيع أن أحوّلك إلى نسر؟

نظر القرد إليه ووجد في وجهه وفي نظرات عينيه القدرة والصدق والحب.
فقال له أؤمن.

مدّ الرجل يده ولمس القرد وفي الحال تحوّلت يديه إلى أجنحة ورجليه إلى مخالب وفمه إلى منقار وغطّى الريش كلّ جسمه.

بدأ يحرّك جناحية ويضرب الهواء وجد نفسه إرتفع في الهواء.

ألقى بنفسه عند أقدام الرجل وأحنى رأسه وفرد جناحيه وقال له ماذا أردّ لك؟
ماذا أستطيع أن أفعل لكي أعبّر عن شكري؟

قال له الرجل : كل ما أريده منك هو أن تعيش بحسب الطبيعة الجديدة التي أعطيتها لك.

قال له القرد : سأفعل بكل تأكيد وسأظلّ طول عمري أذكر فضلك هذا عليّ وأخذ القرد أو النسر بعد ذلك يتعلّم حياة النسور التي لم يكن يجيدها على الإطلاق وأخذ وقتاً في تعلّم الطيران وتعلّم إصطياد الفريسة لكنه أتقن هذه الأمور بعد فترة من الوقت.

وكان في بعض الأحيان يميل لشجرة موز وفول سوداني لكنه كان يرجع ويقول لنفسه كيف لنسر مثلي أن يعيش كالقرود وكان يرجع لحياة النسور في فرح يحلّق عالياً في السماء.




والسؤال الآن؟؟؟

هل يستطيع هذا النسر أن يعود قرد مرّة أخرى؟
مهما فعل من قفز على الأشجار وأكل للفول السوداني لن يستطيع أن يصير قرداً مرّة أخرى ولن يستريح لحياة القرود مهما حاول بعد ذلك.

كذلك الخاطي الذي عاد للّه ووُلد من جديد صنع الله بداخله معجزة...
أعطاه الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البرّ وقداسة الحق ولن يستطيع أن يجعل هذه الطبيعة الجديدة أن تتحوّل لطبيعة عتيقة مرّة أخرى.
فلنسلك كما يحقّ للدعوة التي دعينا بها (أفس ٤ : ١) ولنعش كما يحقّ لإنجيل المسيح في (١ : ٢٧) ولنسلك كما يحقّ للرب (كو ١ : ١)



#خبريّةوعبرة
/خدّام الرب/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.