HTML مخصص
02 Apr
02Apr

كان" تشارلس داك" رائد الفضاء الأمريكي الشهير يقود مركبة الفضاء أبوللو ١٦ وهو يبلغ من العمر ٣٤ عاماً في عام ١٩٧٢ حيث كان يرافقه في تلك الرحلة رائداً الفضاء جون يانج وماتنجلي.

وما إن إنطلقت المركبة وإبتعدت عن الأرض قليلاً حتّى صار يمتّع عينيه بجمال الأرض في دهشة وإثارة وكان بوسعه أن يرى شرق الولايات المتّحدة فهذه فلوريدا وكوبا وجزائر البهاما وبعد هذا أمكنه أن يرى القارات المختلفة كما رأى الصحراء الصفراء والبحار الزرقاء والغيوم البيضاء وأشعة الشمس في السماء.

وعندما إقتربوا إلى القمر بدا كمكان ساحر الجمال ليقضوا عدّة أيام في مداره وأخرى على سطحه.

ولقد كان هذا الجمال الأخّاذ لهذا المنظر المتعدّد الأشكال والألوان ساحقاً في روعته فحفر في نفس تشارلس داك معاني لا يمكن أن تمحى أبداً.

وإذ إقتربوا إلى القمر كانت البقعة التي قرروا ان يجعلوها مهبطاً لهم تشبه وادياً رائعاً كالذي نراه على أرضنا بين شوامخ الجبال.

كانت الأوقات التي أمضاها داك ورفيقاه على سطح القمر من أكثر أوقات عمره حماساً وإثارة رغم الصعوبات التي سبّبها إنعدام الوزن في الرئتين والقلب والعظام وكل أجزاء الجسم نتيجة لإرتفاع سوائل الجسم إلى أعلى وما ينتجه ذلك من مضاعفات.

ومع أنّ تشارلس كان في ذلك الوقت لا يؤمن بوجود الله ورغم كل هذه الإثارة والروعة فإذا بسؤال يقتحم عقله..

ترى ماذا وراء هذا الكون الفسيح العجيب الذي يتعدى معرفة عقل أذكى العلماء ورؤية أكبر التلسكوبات ؟

وسريعاً تذكر ما قاله يوري جاجارين أول رائد فضاء سوفيتي , حينما قال "لقد فتشت عن الله في الفضاء الشاسع , ولكن لم أجده" وعندها شعر تشارلس ببهتان وغباء كلمات جاجارين وقال لنفسه أن أبسط عاقل وأصغر طفل لن يصعب عليه أن يعرف أنه لابد أن تكون هناك قوة عظمى وراء هذا الكون العظيم وعندها تذكر داك ما فعله أرمسترونج أول رائد فضاء امريكي تطأ أقدامه سطح القمر حين وضع هناك الكتاب المقدّس كأول وأعظم ما وضع على سطح القمر.

بدأ تشارلس يشعر بالحيرة والقلق بل والخوف أيضاً ولكنه أفاق من أفكاره هذه وقرّر أن ينسى كل هذا حالاً ومهما كلفه ذلك ..
فهو الآن على سطح القمر في أخطر وأهم رحلة في عمره وحاول أن ينسى حتى عاد بسلام إلى الأرض.

أصبح الرجل مشهوراً جداً فساعده ذلك على أن يكون من أنجح و أغنى وأهم رجال الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية ولكن هيهات .. فكلما حاول أن يهرب من الجوع والخواء والحطام الداخلي كان عطشه يزداد .. ..نعم لقد ذهب إلى القمر وخزن الذهب لطول العمر ولكن في قلبه أغوار ساحقة من الفراغ أبعد وأعمق وأطول من كل رحلات الفضاء التي قضاها وجعله القلق لا ينام بل وفي حزنه كم من المرّات كانت دموعه تسيل وكلما حاول أن يقاوم أو ينسى السؤال الذي يقتحم عقله على سطح القمر كان هذا السؤال يزداد إلحاحاً ويزداد قوّة : ترى ماذا وراء هذا الكون العجيب؟ وما هي القوّة الخالقة والحافظة لهذا الإبداع اللانهائي ؟ وزاد سؤال آخر هو : ماذا بعد الموت ؟ وما إن تذكّر مرّة أخرى كلمات جاجارين وكتاب أرمسترونج المقدّس حتّى شعر بنور قويّ يسطع بداخله في حلكة ظلامه ..نعم سأبحث عن هذه الأسرار في الكتاب المقدّس : فأن إرتحت وإرتويت كان هذا هو كتاب خالق الأكوان والإنسان ,أما إن لم يرحني فسأتبع نظرية جاجارين!!! أخذ تشارلس داك يحلق في أجواء الكتاب المقدّس بنفس حماس تحليقه في الفضاء بل كان أكثر جدية ورغبة في سرعة إكتشاف أسراره وكنوزه.

وفي أوّل صفحة من الكتاب عرف من هو الخالق "في البدء خلق الله السموات والأرض"

وأيّام الخليقة وما أن وصل إلى مزمور ٣:٨ وردد "إذ أرى سمواتك عمل أصابعك القمر والنجوم التي كونتها فمن هو الإنسان حتى تذكره ؟ وإبن آدم حتى تفتقده"

شعر داك بضآلته وحقارته رغم كل ثرائه وشهرته ثم حفظ عن ظهر القلب مزمور ١٩ الذي يبدأ بالآية :"السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه "

وعندما قرأ مزمور ١:٥٣ "قال الجاهل في قلبه ليس اله " كتب بقلمه الرصاص إسم يوري جاجارين بجوار هذه الآية ولما قرأ تشارلس الأناجيل أضاء امامه السبيل وعند الصليب العجيب وأقدام المسيح الحبيب ركع داك وطلب من الفادي أن يغسله بدماه من كل خطاياه وجهل الماضي وفي الحال سقط حمل الخطية والخوف من على كاهل تشارلس داك ذاك الحمل الذي كان أكثر من كل الرمال وأثقل من جبال القمر وتلال كل الأفلاك التي رآها والتي لم يرها وأستبدل قلق وآلام داك بالفرح والسلام بل وأيضاً بالهيام ولاسيما منذ قراءته عن الإختطاف ورحلتنا على السحاب ثم الى بيت الآب (يوحنا ١٢ ٢-٣ ,١ كورنثوس ٥١:١٥ _ ٥٨, أفسس ١٧:٤ وسفر الرؤيا ولا سيما الفصلي ٢١ ,٢٢) وعندما عرف أنّ رحلة الإختطاف على السحاب ستكون في لحظة في طرفة عين (حوالي ١/٥٢ من الثانية )

أطلق تشارلس داك على الإختطاف لقب أسرع رحلة فضاء وظل يردد دائماً "آمين تعال أيها الرب يسوع"
(رؤيا ٢٥:٢٥) وفي عام ١٩٨٩ زار تشارلس داك القاهرة وأعلن في تصريحاته الصحفية "كان رجوعي إلى الله عقب الرحلة أكثر إثارة وفرحاً لي إذ قارنته بوصولي للقمر بدون معرفتي لله !!.." وعندما سأله أحدهم ماذا كنت تود ان تقول لسكان الارض وأنت على سطح القمر ؟ أجاب :" لوكنت اعرف الله وقتها لقلت لكل البشر ان السير مع الرب يسوع أروع بما لا يقاس من السير على سطح القمر ,وأن الرحلة إلى السماء ستكون بالطبع أجمل واكثر اثارة من أحلى رحلة فضاء ".



صديقي ..صديقتي :


لقد إكتشف العلماء مؤخراً مجرّة جديدة قالوا أنها تبعد عن الأرض آلاف السنين الضوئية ولكنهم لم ولن يصلوا إلى نهاية هذا الكون الفسيح الذي يخبر بعمل يدي الله العظيم ولكن لقد خلق الله الكون بكلمة (مزمور ٩:٣٣) أمّا خلاصنا فجعله يتجسد لكي يذوق (الرب يسوع) بنعمة الله الموت لأجل كل واحد (عبرانيين ٩:٢) لذلك أدعوك الآن ان تبدأ معي ومع تشارلس داك وملايين عبر آلاف السنين هذه الرحلة .. ..مع وفي الرب يسوع الذي قال :

" أنا هو الطريق .. ..ليس أحد يأتي إلى الآب إلاّ بي"
(يوحنا ٦:١٤)


وسيأتي قريباً جداً ليخطفنا على السحاب إلى بيت الآب في أروع وأسرع رحلة فضاء.



#خبريّةوعبرة
خدّام الرب ®

Taxi Pro Max ads
تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.