HTML مخصص
09 Mar
09Mar

عاشت السيّدة Hetty Green حياة تتّسم بالبؤس والشقاء.

فقد عانى إبنها من إلتهاب خطير في ساقه، لكنّها لم تذهب به إلى الأطبّاء، بل أمضت وقتاً طويلاً تبحث عن عيادة مجانيّة حتّى أصبح هذا المرض يشكّل خطراً على حياة الصبي، ممّا أرغم الأطباء أخيراً على بتر ساقه بالكامل كي لا يموت الصبي.

كذلك كانت Hetty Green تأكل طعامها بارداً خوفاً من صرف المال على تسخينه... لكن المفاجأة كانت حين ماتت Hetty Green عام ١٩١٦ في الولايات المتّحدة، حيث فوجئ الجميع أنّها تركت وراءها ثروة طائلة تقدّر بمائة مليون دولار.

بالرغم من إمتلاكها لكل هذه الثروة الضخمة، فقد قرّرت Hetty لسبب بخلها أن تحيا حياة الفقر والبؤس والشقاء.

كانت غنيّة جداً، لكنّها عاشت كالفقراء.
كانت تملك الكثير، لكنها عاشت كأنها لا تملك أي شيء.

إنّ المؤسف حقاً هو أنّ هذا التناقض العجيب قد يشبه حياة الكثيرين اليوم.
فهم أغنياء روحياً في المسيح، لكنهم يختارون أن يعيشوا حياة الفقر الروحي.

لهم كل البركات السماويّة، لكنهم لا يعيون قدرتها ولا قوّتها.

بإستطاعتهم أن يحظوا بالنصرة الروحيّة كل يوم في حياتهم، لكنّهم يئنّون تحت ثقل التجارب وسلطان الخطيئة.

قد تتكلّم شفاههم عن روعة الإنتصار، بينما تصرخ قلوبهم من لوعة الفشل.

قال الربّ يسوع :
أمّا أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل.

إنّ الحياة الفضلى التي تكلّم عنها الربّ يسوع هي حياة التمتّع بالبركات الروحيّة، حياة التمتّع بشركة الروح القدس، وحياة الغنى الروحي في الرب يسوع المسيح.

لذلك يقول الرسول بولس: شكراً للّه الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين.

ويقول أيضاً عن نفسه وعن المؤمنين: كحزانى ونحن دائماً فرحون، كفقراء ونحن نغني كثيرين، كأنّ لا شيء لنا ونحن نملك كلّ شيء.

كان الرسول بولس في السجن ويعاني الإضطهاد، لكنه إستهل رسالته الى كنيسة أفسس بقوله:
مبارك الله أبو ربّنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحيّة في السماويّات في المسيح.



أخي وأختي :

قد تعلو أمواج الحياة وتقسو ظروفها عليك.
قد ترزح تحت عبء المسؤوليّات والمشاكل والمخاوف.
قد يقضّ مضجعك خوف من مستقبل مجهول.
لست وحدك فإنّ الكتاب المقدّس يسمّي عالمنا هذا بوادي الدموع.

لكن، إن كنتَ قد سلّمت حياتك للمسيح وقبلتَ الرب يسوع مخلصاً شخصياً لك وربًّا على حياتك فعلياً، فإعلم أنّ لك كلّ الغنى الروحيّ والبركات الروحيّة في الربّ يسوع المسيح.

إعلم اليوم أنّك إبنٌ لملك الملوك وربّ الأرباب.
لِماَ تحيا فقيراً وأنت غنيّ في المسيح يسوع؟
لما تقلق وتخاف من عالم زائل وقد ضمن لك الربّ حياتك الأبديّة.
لا تضعف أمام مغريات العالم وضغوطاته.
لا تهمل ذلك الكنز الروحيّ الذي لك في المسيح يسوع وتعيش في العالم كأنّك فقير وبائس وشقيّ، بل لتكن صلاتك اليوم كما صلّى الرسول بولس قائلاً :
بل في كل هذا يعظم إنتصارنا بالذي أحبّنا... أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني. آمـــــــــــين.




#خبريّة وعبرة
/خدّام الربّ/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.