HTML مخصص
12 Mar
12Mar
إعلان خاص

منذ عدّة سنوات مضت، وُجد في منجم بإفريقيا أعظم قطعة من الماس، وقد أُُهديت تلك القطعة إلى ملك إنجلترا ليرصِّع بها تاج مُلكه.

فأرسلها الملك إلى أمستردام لتُقطع وسلَّمها إلى صائغ ماهر.
فماذا تظن أنه قد فعل بها؟

لقد أخذ هذه القطعة التي قيمتها لا تُقدَّر، وعمل فيها ثقبًا، ثم ضربها ضربة شديدة بآلته، إنقسمت هذه الجوهرة العظيمة في يد الصائغ إلى قسمين.

وبحسب الظاهر أصابها تلف وضرر عظيم، ولكن الأمر ليس هكذا، لأن الصائغ إستمرّ أيّامًا وأسابيع يدرس بدقّة كيف يوجّه هذه الضربة إلى اللؤلؤة.

فرسم رسومات، وأخذ لها مناظر في أوضاع مختلفة.

لقد درس نوعها، وما بها من عيوب، وتركيبها وكل شيء خاص بها دراسة دقيقة.

فالرجل الذي عُهد بها إليه كان من أمهر الصائغين في العالم.

إنّ تلك الضربة كانت دليل مهارته الفائقة.

لقد كان لابد منها ليصل بالجوهرة إلى أعظم كمال ولمعان وقيمة، فتلك الضربة التي كانت كأنها مُتلفة لذلك الحجر الثمين، كانت في الواقع أساس نواله قيمة هائلة.

لقد صنع منها جوهرتان عظيمتان تزيّن بهما تاج الملك، رأت عين ذلك الصائغ الماهر أنهما مخبوءتان داخل ذلك الحجر الخام عندما أُتيَ به من المنجم...


عزيزي القارئ...

هكذا في بعض الأحيان يسمح الله لنا بضربة.
فيسيل الدم وتضطرب الأعصاب ويعلو الصراخ من شدّة الألم.
وقد تُرى هذه الضربة في الظاهر كأنها جاءت خطأ.
ولكن الأمر ليس كذلك، لأننا أعظم جوهرة في نظر الله في هذا العالم، كما أنّ الله هو بلا شك أعظم صائغ في الكون.
يومًا ما ستلمع في تاج الملك.
فبينما أنت في يده الآن، هو يعرف كيف يتعامل معك.
فلا يسمح لك بأن تقع عليك ضربة إلاّ ومحبته هي التي تسمح بها، ولا بد أن تكون نتيجة هذه الضربة بركة وغنى روحيًا غير منظور، وفرحًا لك لم تكن لتنتظره.


"أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «لَسْتَ تَعْلَمُ أَنْتَ الآنَ مَا أَنَا أَصْنَعُ، وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ»"
(يو ١٣: ٧)




#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/

Social media khoddam El rab


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.