HTML مخصص
15 Dec
15Dec


بيخبرو عن سِت زارِت محل بيبيع فخّار.
لفَتلا نظرها بريق كتير حلو محطوط ع رفّ، حملتو ع إيدها، ومتل كأنها مش مصدّقة عينيها قالتلو :
«ما شفت بحياتي متل جمالك، شو مِزْوق هالفنّان يلّي صنعك»!

ردّ عليها بريق الفخّار وقلها :
«إنتي ما بتعرفي أصلي، أنا كنت كمشة تراب، لو مسكتيني بوقتها، كنتي أوّل شغلة عملتيها، غسّلتي إيديكي.
بس هونيك نهار، إجا رجّال حطّ علييّ مَيّ وصار يعجنّي وصرت إصرخ من الوجع، وقول بصوت عالي :
«تركني... تركني»
بس جواب هالرجّال كان :
«بعد ما إجا الوقت لتعرف شو رح تصير».

أخدني بإيدي، حطني بدولاب وصار يحركو بقوة، حسّيت إنّو الدني عم تبرم فيّي، من جديد صرت صرّخ وقلّو :
«بترجّاك رحمني».
من جديد بسمع صوت الرجّال عم بيقول :
«بعد ما إجا الوقت لتعرف شو رح بتصير!»
من بعد ما تأمّل فييّ لفترة من الوقت، حَطني بالفرن، وكانت الحرارة كتير عالية صرّخت وقلتلّو :
«ليش عم تحرقني... بترجّاك فتحلي باب الفرن بيكفّي هلقدّ».
ومرّة جديدة بسمع نفس الصوت عم بيقول :
«بعد ما إجا الوقت لتعرف شو رح تصير».

شالني من الفرن، حطني ع الرفّ، تنفّست الهوا البارد، بس من جديد أخدني بإيدي وبلّش يرسم عليّي أشكال بألوان ريحتها كتير كريهة وبشعة.
قلتلّو :
«بترجّاك خلَص ما عدت قادر إتحمّل ريحة هالألوان!»
تطلّع فيّي وما قلّي شي، ومتل كأنّي سمعتو عم بيقول:
«بعد ما إجا الوقت لتعرف شو رح تصير».
والكارثة كانت لـمّا أخدني من جديد وحطني بالفرن وكانت الحرارة أقوى من أوّل مرّة بكتير...
هون بلّشت إبكي، قلت بقلبي، هيك بيشفق عليّي وبيرحمني.
بس كنت عم إسمع جوّاتي صوتو عم بيقلّي :
«بعد ما إجا الوقت لتعرف شو رح بتصير».
شالني من الفرن، حطني على الرفّ، وجبلي مراية وقلّي :
«يا حبّات التراب الموجوعة، تطلّعي وشوفي حالِك هلق».
وشو كانت صدمتي كبيرة، قلتلّو :
«هيدا مش أنا».
جاوبني بكل رقّة :
«مبلى هيك صَيَّرتَك بمدرسة الألم».



الزوّادة بتقلّي وبتقلّك :

«ما تخاف من الألم، هوّي متل النار، بيطهرك بس ما بيحرقك، متل حجر الدهب بتحولك من ما شي، لتحفة حلوة كتير».

المصدر : صوت المحبة

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.