HTML مخصص
06 May
06May
إعلان خاص

كثُر الحديث وزادت مخاوف الناس في الآونة الأخيرة عن رفع الدعم من قبل مصرف لبنان عن سلسلة من المواد الغذائية والطبية والزراعية والمحروقات. وأعطى حاكم المصرف المركزي الدولة مهلة أقصاها آخر الشهر الحالي لرفع الدعم معللا الأمر بعدم المساس بالاحتياطي الإلزامي أي أموال الناس.


من حق الناس أن تقلق على مصيرها في المستقبل القريب والبعيد، خصوصاً أن الأمر يتعلق بمعيشتهم ومعيشة أولادهم وعائلاتهم، لا سيّما وأن تجربتهم كانت مريرة مع حكّام فاشلين لا بل لصوص برتبة نوّاب ووزراء ورؤساء، نهبوا الدولة ومقدراتها ونهبوا جنى عمرهم ومدخراتهم وتعب السنين.


لكن كل هؤلاء هم من لحم ودم أي أنهم حتماً هم بشرٌ زائلون، والباقي والثابت الوحيد هو الله الذي شاء أن يكون له على الأرض كنيسة وهي مؤسسة فوق العادة، فوق الحسابات البشرية، والقوانين البشرية، والنتائج البشرية، ولن تقوى عليها قوات الجحيم!!!

فالمسيحي لا يؤمن بفكرة أخلاقية أو نظرية فلسفية، بل هناك لقاء مع حدث يتكرر في كل زمان ومكان، مع شخص حي هو يسوع المسيح ابن الله الذي يسكب للمؤمن جسده ودمه بفعل حبه العظيم في سر الافخارستيا، سر المحبة الذي يبقى في حركة دائمة دون توقف، دون انقطاع، دون انتهاء...


إن الوجود المسيحي في العالم هو نابع من المحبة (الله) ويتجه بمجانية مطلقة الى الانسان الذي يتقبلها ويعطيها لغيره في الوقت نفسه، وهكذا تبقى وتنمو الكنيسة في العالم في أصعب الظروف وأخطرها، فابن الكنيسة "يحب المحبة" لانها تعطيه الفرح في زمن البؤس والنعمة في زمن اللعنة والاستقرار في زمن التغيرات والطمأنينة في أوقات الخوف.


سيأتي آخر شهر أيار وسيرفع الدعم عن السلع الاستهلاكية الاستراتيجية وسيتألم المواطن ويجوع ولكن لا أحد يستطيع رفع دعم الله لكل الذين يضعون حياتهم بين يديه، فهو صادق وأمين ورحمته لأجيال وأجيال، سيحط المقتدرين عن الكراسي ويرفع المتواضعين ويشبع الجائعين خيراً ويُخرج الأغنياء بذاتهم فارغين...
يا رب تقبَّل ضعفنا وشكنا بمحبتك لنا، اجذبنا إليك كي نجذب بدورنا آخرين اليك ونثبت في محبتك، بدِّلنا وغيرنا بحسب مشيئتك لنعبر هذه المرحلة الصعبة وننشد مع بولس الرسول:

"فما أنا أحيا بعد ذلك، بل المسيح الذي يحيا في." (غلاطية ٢ /٢٠).
آمــــــــــــين.


نهار مبارك

/الخوري كامل كامل/

Social media khoddam El rab


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.