HTML مخصص
23 Jul
23Jul


العدالة اذا تأمنّت على الأرض رفعت من شأن الإنسان وشدّته إلى خالقه وقرّبته من السماء.


العدالة هي المُحافظة على حقوق المرء وعدم الحاق الغبن به والإجحاف بحقه .


العدالة هي إيقاف المُعتدي أو الجائر أو الغاصب أو الظالم أو المجرم عند حدوده ومحاكمته وإنزال أشد العقوبات به وعدم تركه يتمادى بإلحاق الخسارة والضرر بالمجتمع.


تحقيق العدالة صعب جداً حتى لا نقول مُستحيلاً ويتطلب شروطاً وقواعد ونواميس مُتعددة :

١- تحكيم المنطق والحكمة والشجاعة في كل الأمور من قبل السلطات.

٢- سن قوانين عادلة ودقيقة ومتطورة ومنبثقة من مصلحة الجماعة 

٣- سلطة تنفيذية قوية وصارمة ومجردة عن الغايات والمصالح والميول.

٤- قضاء نزيه ، يطبّق القوانين بكل دقة وبدون مواربة ولا التواء ، لإعطاء كل ذي حقّ حقّه ومعاقبة المخليين بالأمن .

٥- عدم إنجراف أي مسؤول وراء العاطفة  والميل مهما كانت الدوافع والحجج .

٦- تأمين المصلحة العامة وتقديمها على المصلحة الخاصة مِن قبل الحُكام والموظفين وأصحاب الشأن .

٧ - عدم الاستئثار بالسلطة واعتبارها خدمة عامة من أجلِ الصالح العام.


ولكن قد تُطبق العدالة إذا توفرّت لها الشروط المُناسبة ولكن هناك حالات مما يؤدي إلى الخلل فيها مثلاً  :

١- عدالة القوانين وتطورها وتوافقها مع المصلحة العامة ومع الحاجات للناس في الزمان والمكان.

٢- إقتناع الإنسان بنصيبه وقسمته في الحياة ، وبأنه ليس بمقدوره أن يضع الكون الرحيب في جيبه الصغير .

٣- واقعيته وعمله واجتهاده في الحياة كي يوفر كل ما تصبو إليه نفسه عن طريق الحلال .

٤- المعرفة المطلقة أنّ مصلحة الفرد تنبع مِن مَصلحة الجماعة.


٥- تغليب الخير على الشر في كيان المرء الذاتي وإنتصاره على شهواته .

٦- حسن التصرف الإجتماعي واحترام الآخرين .

٧- احترام الدولة والأنظمة والقوانين التي وضعت لخدمته .


سأل الإسكندر حُكماء أهل بابل ؟: أيما  أبلغ عندكم الشجاعة 

أم العدل ؟

قالوا : اذا استعملنا العدل استغنينا عن الشجاعة .


- العدل أساس الملك وبناؤه المتين وصرحه العالي .

- العدل يساوي ملك الأبد والجور يساوي ذل الحياة.

- العدل يدعم السلطة ويساعدها على البقاء .

- العدل ميزان الله في الأرض الذي يؤخذ به الضعيف من القوي ، والحق من الباطل .

- العدل يعمر الكون وهو صفة من صفات الله مثل الكلمة والحق والخير  والجمال  والعطاء والرحمة  والنور .

ولكن كما قلنا سابقاً أن هناك حالات تؤدي إلى الخلل والضعف في جسم العدالة من عوامل عديدة نذكر منها بأختصار  : 


١-  الخطأ  في مفهوم الحريّة عند الناس الذين يعتبرون أنفسهم أحراراً ويطبقون مبادئ الحريّة على غير أصولها .

٢- الجشع عند الإنسان وكبرياؤه وحبّه الجارف للسيطرة والجاه والمركز  وأنانيته وتعبّده للمال واستخدامه القانون لمصلحته مستفيداً من ضعف حماته.


٣- النقص قي التربية بشكل عام .


٤- ميل الإنسان إلى الشر ، وهذا الميل هو الذي أوجد التنازع القديم بين الخير والشر .


٥- قلة النضج والوعي والادراك عند بعض الناس .


٦- ضعف السلطة في تطبيق القوانين أو انحرافها مع فريق ضد الآخر .


٧- القانون : أوقات يسّن قوانين جائزة أو ناقصة أو مغرضة أو تحت ضغط ما أو تأثير معين أو لغايات واهداف خاصة تخدم مصلحة  قسم من الناس ، فيبدأ الظلم ويستمر مع تطبيق هذه القوانين فيستفيد انسان لا حق له بالاستفادة ويتضرر آخر لا ذنب عليه ، ولا تصلح هذه الحال إلا بعد تعديل القانون الجائر أو الغائه وسن تشريع جديد .


آخيراً وليس آخراً  إذاً بشكل عام تطبيق العدالة يؤدي حكماً إلى المجتمع المثالي حيث يعيش كل إنسان براحة بال وطمأنينة وهدوء ، ويؤدي بالتالي إلى المساواة التي هي غاية الإنسان النهائية ويحوّل البشر إلى أخوة حقيقين في المعاطاة  والمعاملات ، ويقدّس الحق والإنصاف ، ويوفر لذة الحياة حيث يجد الإنسان نفسه راضياً بحقه ومكتفياً بقسمته ومرتاحاً إلى غده ...

وإذا أمنت العدالة على هذه الأرض تبعد شبح الحروب والخصومات والشرور ويُمنع الثورات والإنتفاضات الخ...


/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.