HTML مخصص
27 Dec
27Dec


"هكذا أوقف "الآتي بإسم الرب" حرباً تسببت في سقوط ٤٠ مليون ضحية.

على الرغم من الجانب الدموي الذي تميّزت به الحرب العالمية الأولى، لم يخلُ هذا النزاع العالمي من جانب إنساني.

فما بين يومي ٢٤ و ٢٥ كانون الأول ١٩١٤، شهدت الجبهة الغربية حادثة فريدة من نوعها دوّنها التاريخ تحت مسمى "هدنة عيد الميلاد".


فعشية عيد الميلاد، سمع الجنود البريطانيون أصوات ترانيم ميلادية قادمة من الجهة المقابلة عند الخنادق الألمانية.

وعلى الفور، باشر البريطانيون بدورهم بإنشاد ترانيم مماثلة إنطلاقًا من مواقعهم.

وفي مناطق الجبهة الغربية، لم يتردّد عدد من الجنود المتحاربين بنطق كلمات "عيد ميلاد مجيد" بصوت عال، إنطلاقًا من الخنادق التي تحصنوا بها، متمنّين بذلك ميلاداً سعيداً للعدو.


ومع شروق شمس يوم عيد الميلاد، حدث ما لم تكن تتمناه القيادة العسكرية لكلا الأطراف المتحاربة حيث خفتت أصوات المدافع وخرج عدد من الجنود الألمان من خنادقهم وإتجهوا نحو خنادق البريطانيين رافعين أيديهم ومردّدين عبارات "عيد ميلاد مجيد".

بادئ الأمر، آمن البريطانيون بوجود كمين ألماني إلا أنهم تيقّنوا من صدق نيّة الجنود الألمان بعد أن تأكّدوا من عدم وجود أسلحة لديهم ليخرج بذلك الجنود البريطانيون من خنادقهم قبل أن يتّجهوا صوب الألمان.


وخلال هذا اللقاء الفريد من نوعه، عانق الجنود المتحاربون بعضهم البعض وردّدوا ترانيم الميلاد وتبادلوا الهدايا ودفنوا جثث شهدائهم، كما أقاموا مباراة كرة قدم بين بعضهم البعض.

فضلاً عن ذلك، لم يتردّد الألمان والبريطانيون في تزيين بعض أشجار عيد الميلاد سوياً قرب الخنادق.


مباركٌ الآتي بإسم الرب...



ميلاد مجيد

/الخوري كامل كامل/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.