HTML مخصص
27 Nov
27Nov


يقول أشعيا النبي الذي كتب بين سنتي ٦٨٦ - ٧٤٠ قبل الميلاد عن فداء المسيح على الصليب :

"مثل شاة سيق إلى الذبح وكحمل أمام الذي يجزه لم يفتح فاه" (أشعيا ٥٣~٧؛ أعمال ٨~٣٢).


يسوع في مسيرة آلامه قال كلاما كثيرا.



فما معنى قول أشعيا النبي إنه "لم يفتح فاه"؟


١. سياق نص أشعيا يعني أن يسوع لم يقاوم جلاديه لأنه بذل ذاته بمل اختياره كما أنبأ هو نفسه تحقيقا لهذه النبوءة.


٢. لو قاوم يسوع صالبيه لدل ذللك على أنه لم يكن راغبا في بذل ذاته بملء اختياره ولكان موته عبثا ولأفرغ موته من غايته الخلاصية.


٣. يسوع لم يصرخ معبرا عن تألمه الشديد ولو فعل لكان ذلك علامة ضعف وخوف ولسخر اليهود منه أضعافا مضاعفة، ولشعروا حقا أنهم غلبوا المسيح وقهروه. أما وانه لم يصرخ متذمرا من الألم فهذا يعني أنه رغم صلبه لم يستسلم ولم يعط اليهود فرصة ليشعروا انهم قد غلبوه وانتصروا عليه


٤. لم يصرخ يسوع من الألم علامة أنه لم يهزم أمام اليهود. فيسوع رغم صلبه لم يعط اليهود فرص ليشعروا بالانتصار. وهو ولا للحظة شعر بالهزيمة أمام أعدائه. لأن فداء الصليب هو انتصار المسيح على إبليس وعالم الشر والخطيئة وعلامة خلاصنا ومغفرة خطايانا، تحقيقا للغاية التي تجسد المسيح من أجلها.


٥. الصراخ من الألم هو دليل استغاثة أو اعتراض أو تذمر أو ضعف او هزيمة. ويسوع لم يضعف ولم ينهزم رغم آلامه المبرحة، ولم يستنجد لا بأبيه السماوي ولم يعترض على مشيئته القدوسة. ولا هو استنجد بأحد من البشر فذلك ينفي أنه يتألم باختياره.


٦. كان أشعيا يشير بوضوح كلي إلى أن يسوع هو الذبيحة الحقيقية وحمل الله الفصحي الحامل خطايا العالم. والحمل عندما يذبح لا يصدر أصوات تذمر وألم بل يتألم ويذبخ وهو صامت.


٧. إلهنا تألم حبا بنا حسب قوله "ليس هناك حب أعظم من أن يبذل الانسان نفسه عن أحبائه"، وبحسب وقول الإنجيلي أيضا: "هكذا أحب الله العالم حتى إنه بذل ابنه الوحيد". ولو هو صرخ من شدة الالم أو استغاث او تذمر، لشكك اعداؤه اليهود بمحبته للبشر.


٨. لو كان يسوع شخصا عاديا لكان قد عبر عن غضب وكره وشتيمة ورغبة في الانتقام. أما وأنه بريء وقد أنزل به أعداؤه كل ذلك العذاب، وبقي صامتا، والأعظم أنه لم يضمر ولا ذرة حقد لأحد، فهذا برهان على أنه الإله، لأن مغفرة لامتناهية لا حد لها كهذه لا يقدر عليها سوى الله. وصرخته التي دوت عبر التاريخ: "إغفر لهم يا أبتاه" ليست صرخة بشر بل صرخة إله.


/الأب أنطوان يوحنا لطوف/

#خدّام الرب

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.