HTML مخصص
02 Dec
02Dec


ذهبت فتاة إلى حفلة في بيت إحدى صديقاتها، لكنها أَنْهَتْ زيارتها قبل الموعد المحدَّد، وخرجت راجعة وحدها إلى بيتها سيراً على الأقدام.

لم تكن الفتاة خائفة لأن المدينة كانت صغيرة، ويقع بيتها في عمارة تبعد عن بيت صديقتها بعمارات قليلة، وكانت تسير في طريقٍ تُظلِّله أشجار الدردار، وفيما هي سائرة، سألت الله أن يحفظها سالمة من أيِّ أذى أو خطر في الطريق .

حينما بلغت مَمْشَى في حديقةٍ، كان عبارة عن طريقٍ مختصر إلى بيتها، قرَّرت أن تسير فيه لتبلغ سريعاً إلى منزلها، وبعد أن بلغت منتصف الممشى، لاحَظَت وجود رجلٍ واقفاً بعيداً عند نهاية الممشى، وكأنه واقفٌ في إنتظار مرورها أمامه!.

عندمـا رأتـه، صارت مضطربة، وبدأت تُصلِّي سائلة الله أن يُعطيها الحماية من أيِّ شرٍّوفي الحال إنتابها إحساس بالهدوء والأمان يشملانها؛ بل أحسَّت وكأن أحداً يسير بجانبها، وحينما وصلت إلى نهاية الممشى، سارت وعَبَرَت من عن يمين الرجل الواقف، ووصلت بيتها سالمة، ولم يتعرَّض لها الرجل بسوء!.

في اليوم التالي، قرأت في الجريدة المحليّة، بأنَّ فتاة شابة قد أعتُدي عليها في ذلك الممشى الذي في الحديقة، وراجعت وقت الإعتداء على الفتاة المذكورة في الجريدة، فوجدته أنه حدث بعد أن عَبَرت هي من هناك بعشرين دقيقة!.

أخذت تبكي، إذ أحسَّت بإرتباك بسبب هذه الحادثة، وبأنها كان من الممكن أن تكون هي الضحية، ولكنها شكرت الله من أجل سلامتها، وأخذت تُصلِّي من أجل الفتاة الأخرى (الضحية) وقرّرت أن تتوجَّه إلى نقطة البوليس .

أحسَّت الفتاة بأنه يمكنها أن تتعرَّف على معالم ذلك الرجل الذي كان يقف في نهاية الممشى، لذلك أخبرت رجال البوليس بقصتها.

حينئذ سألها رجال البوليس ما إذا كانت تريد أن تفحص صف المضبوطين، لعلَّها تستطيع أن تتعرَّف على هذا الرجل الذي رأته في الممشى، فوافقت، وفي التوِّ، وهي تستعرض صف المضبوطين، أشارت إلى الرجل الذي رأته في الليلة السابقة في الممشى، وحينما أخبروا الرجل بأنه قد تمَّ التعرُّف عليه، إنهار، وبدأ يعترف بجريمته وبإعتدائه على الفتاة الأخرى .

بعد الإنتهاء من هذه الإجراءات، شكر ضابط البوليس الفتاة على شجاعتها، وسألها إنْ كان لديها أي أمرٍ آخر يمكنهم أن يُحقِّقوه لها.

حينئذ أخـبرتهم، إن كـان في إمكـانهم، أن يسألوا هذا الرجل سؤالاً واحداً كانت مذهولة منه وهو :
”لماذا لم يتعرَّض لها وقد مرت من أمامه قبل تلك الفتاة “؟.

وحينما سأل الضابط هذا الرجل:

- ”لماذا لم تتعرَّض للفتاة التي عَبَرت أمامك قبل ٢٠ دقيقة من مرور الفتاة الأخرى“؟ .

أجاب الرجل :

- ”لأنها لم تكن سائرة بمفردها، إذ كان يُحيط بها إثنان من الرجال طوال القامة أشدَّاء، واحدٌ عن يمينها والآخر عن يسارها“!!

[بالتأكيد كانا ملاكين أرسلهما الله لهذه المهمة ]

"أنتم الذين بقوة الله محروسون، بإيمانٍ لخلاصٍ مُسْتَعَدٍّ أن يُعلَن في الزمان الأخير"(١ بط ١: ٥)



#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.