HTML مخصص
06 Dec
06Dec


قصة واقعية حدثت مع شاب في صعيد مصر.
جلست وأنا فتى مع راهبٍ روى لي القصة التالية :
عشت في بداية حياتي إنسانًا متدينًا، أحب الصلاة الشخصية والحياة الكنسية.

كانت الكنيسة بالنسبة لي بيتي الذي فيه أستريح.

حقًا كانت تهاجمني أفكار الشهوة، لكنني كنت أقاومها، مشتاقًا أن أحيا في الطهارة، وأختبر العفة.

في شبابي إلتقيت بفتاةٍ، إتّسمت بالعفة مع الوداعة واللطف.

وتكوّن بيننا نوعًا من الصداقة البريئة، إذ نعيش جميعًا في البلد كعائلة واحدة.

كنت أرى فيها كل ما هو طاهرٍ وعفيفٍ، لكن مع مرور الزمن تعلقت نفسي بها، وأحسست بأنها إحتلت مكانًا في قلبي هو ليس بمكانها.

وكانت هذه أول تجربة لي في هذا المجال.

كنت أصرخ ليلًا ونهارًا لإلهي، خشية أن أكون في طريق منحرف يهدم حياتي الروحية... لكن تعلقي بالفتاة كان قويًا.

إتصلتْ بي فجأة وأخبرتني أنه لا يوجد أحد بالمنزل، وطلبت مني أن أزورها.

في البداية تردّدت كثيرًا؛ إنها أول مرة ألتقي فيها مع فتاة وحدها بغير معرفة أسرتها، لكن تعلقي بها سحب كياني كله نحو بيتها...
كنت أسير كمن بغير إرادته.
وفي نفس الوقت كنت أصرخ طالبًا الإرشاد من مخلصي.

كنت أتقدم برجلٍ وأتراجع بالأخرى... كنت في صراعٍ مرٍ!

سرتُ حتى بلغت البيت، وإذ أمسكت بـ"سُقَّاطَة" الباب لأطرقه إذا بعقربٍ كانت مختفية لسعتني!


صرخت في أعماق قلبي قائلًا:
"أشكرك يا إلهي، فقد بلغتني رسالتك.
أشكرك يا مخلصي، فإنك تقود حياتي!
ماذا تريد يا رب مني؟!"
أسرعت بالعودة إلى بيتي للعلاج من لدغة العقرب، بل بالأحرى لأُراجع حسابات قلبي الخفية.

جلست مع نفسي ساعات طويلة أتساءل : ماذا تريد يا رب مني؟ وكان قراري بلا تردد...
إنطلقت إلى الدير لأكرّس كل طاقاتي لمن أحبني!
لتتحدث يا ربي معي ولو بلدغات العقرب...


"إن كنا أولاد الله ، إن كنا قد بدأنا أن نكون هياكله ، إن كنا نتقبل روحه القدوس ، يلزمنا أن نحيا بالقداسة والروحانية"
(القديس كبريانوس)


"مُلاَحِظِينَ سِيرَتَكُنَّ الطَّاهِرَةَ بِخَوْفٍ" (رسالة بطرس الرسول الأولى ٣: ٢)


#خبريّة وعبرة

/خدّام الرب/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.