HTML مخصص
28 Nov
28Nov



قال يسوع لبُطرس : أتُحِبُّنيي؟ إرعَ خِرافي".

بهذا جعل الربّ للحبّ موجِباتٍ وغايةً، هي في هذه الحالة رعاية الخِراف لكي يمنموا إيمانيًّا وروحيًّا وأخلاقيًّا.

كذلك محبّة مريم ويوسف للطفل يسوع أوجبت أن يرعياه لكي "ينمو في الحكمة والقامة والنِّعمة".


فعلى الحبّ أن يُتمِّم موجباته ويحقّق غاياته بحسب طبيعة العلاقة، سواء أكان الحبّ بين زوجين أو بين الأهل والأولاد أو بين صديقين.

ويسوع بسؤاله لبُطرس لم يَطلُب منه مجرّد عاطفة لا غاية لها.

فهذا النّوع من الحبّ لا مُبرِّر لوجوده.


غنّى أحدُهم قديمًا "الحبّ من غير أمل أسمى معاني الغرام".

لكنّ الحبّ ليس غاية ذاته.

فالحبّ الذي لا غاية له ولا موجبات ليس حبًّا ولا يحقّ ذاته، وهو سوف يندثر عاجلًا أم آجلًا.

الحبّ الذي يصبّ في ذاته ليس حبًّا، وقد قال أحد الشعراء "ليس هناك ساقيةٌ تَصبُّ في ذاتها".


إنّ مجرّد تبادُل مشاعر الحبّ يُعطي اكفاء مَنقوصًا، أما الاكتفاء الحقيقيّ فيتحقّق عندما يقوم الحبّ بموجباته لأجل تحقيق غاياته.

فحسَنٌ أن يتبادل الزوجان والأولاد مشاعر المحبّة، لكنّ الاكتفاء الحقيقيّ يتحقّق بأن يقوم كلّ منهم بموجباته بحسب ما تتطلّبُه العلاقة الزوجيّة، وعلاقة الأبوّة والأمومة.


وهذا ينقض نظريّة "الحبّ للحبّ"، والحبّ من دون روابط No strings attached والصداقة ذات المنَافع Friends with benefits أي صداقة مع منافع جنسيّة من دون أيّ موجبات.


الحبّ لأجل الحبّ ينتهي إلى التقهقُر والاختناق لأنّ الحبّ بطبيعته هو انفتاح على الآخرين.


فمن غايات الحبّ أن يحقّق كلّ مُحِبٍّ ذاتَه من خلال العطاء.

وبطرس الرّسول في سعيه إلى رِعاية الخِراف حقّق غاية حبّه للمسيح، وحقّق ذاته أيضًا من خلال ذلك الحبّ.


فالربّ بقوله "أتحبّني؟ إرعَ حِرافي" أعطى الرّاعاية لمن عندهم الحبّ، وجعل الحبّ طريق الملكوت.


/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/
#خدّام الرب

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.