HTML مخصص
14 Nov
14Nov


ترك أحد الرهبان ديره في غزة حيث وُلد ونشأ.. وذهب للعمل على رصيف ميناء مدينة الإسكندريّة كحمّال.

وفي ذلك الزمن كان من المعتاد أن يمتلئ الرصيف ببائعات الهوى.

وكان الراهب يعمل طول النهار بجهد كبير ليجمع أكبر قدر من المال، وفي المساء ينفق كل ما كسبه على إحدى بائعات الهوى.

وكان يتنقّل بين معظمهنّ.

لقد كان بحق هذا الراهب عاراً على كل المسيحيين في المدينة وفضيحة ووصمة عار للكنيسة كلّها.

ومرّت السنين وهو مستمرّ في أفعاله المشينة وحياته الفاجرة،بالرغم من النصائح.

وبالرغم من محاولة الكثير إقناعة بالرجوع عن طريقه الذي يؤدي إلى الهلاك.

وكما هو مصيرنا جميعاً، أتاه الموت وهو مستمرّ في أفعاله، أتاه الموت فجأة، وكأنه أتى لينقذه - كملجأ أخير- من خطاياه التي إستمرّ بإرتكابها إلى لحظة موته.

لكن المسيحيين قرّروا أن يصلّوا عليه ويدفنوه كأي إنسان مسيحي.

فأتى الكهنة ليدفنوه ويدفنوا الفضيحة معه.

وإنتشر الخبر بأنّ الراهب القذر العجوز صديق الزانيات قد مات.

عند صلاة الجناز، إمتلأت الكنيسة عن آخرها، وكان معظم الحاضرين نساء من الإسكندريّة محتشمات مسيحيات، وكأنّهنّ أتين ليودّعن قدّيس عظيم لا إنساناً مات بخطيته!.
أحد الموجودين من الرجال تعرّف على واحدة من النساء الحاضرات، وتذكّرها جيّداً، إنّها إحدى بائعات الهوى التي قد رآها قبل زمان بعيد عند رصيف الميناء، لكنها تغيّرت ولم تعد كما كانت في السابق.

وغيرها الكثير من النساء الحاضرات ، تذكّر الحضور أنهم من النساء اللواتي كنّ يبعن أجسادهنّ عند الميناء.

من ثمّ عرفت المدينة أنّ الراهب العجوز كان قديساً يدفع المال الذي يكسبه لبنات الهوى لكي لا يحتاجوا إلى الخطيئة لكي يعيشوا، كان يتكفّل بمصاريفهنّ حتى يبتعدوا عن حياة الخطيئة.

عرفت المدينة أنّ الرجل الذي إعتبروه فضيحة كان الطهارة بحدّ ذاتها، المحبةَ في أروع صورها.


العِبـــــــــــرة

لا يُحكَم على أحد من خلال ما يظهر من حياته، فلا نضع قناعاً على الشخص الآخر لكي يتناسب مع ما أريد أن أرى؟
قد يكون ذلك لأني أخشى أن ينكشف قناعي.
من السهل أن ندين وأن ندمّر، لكن من الصعب النطق بكلام حسن والعمل من أجل الخير العام.
إننا نتبنّى مواقف لأنفسنا تقود إلى مختلف أشكال الإدانة…
هذا هو قصة قديس حقيقي.. القديس : "ڤيتاليوس الراهب" وتذكاره يوم ١١ يناير


"لكِنَّكَ تَرْحَمُ الْجَمِيعَ، لأَنَّكَ قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَتَتَغَاضَى عَنْ خَطَايَا النَّاسِ لِكَيْ يَتُوبُوا"( حك ٢٤:١١)


#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.