HTML مخصص
26 Jan
26Jan


بينما كان مجموعة من الفلاحين يحرثون الحقل سمعوا أصوات موسيقى من بعيد.

تطلعوا نحو الصوت فوجدوا الملك وقد إرتدى الثياب الملوكيّة يحتفل به أعداد كبيرة من رجال الدولة والحراس وفرقة موسيقى تنشد له أناشيد المديح والعظمة.

ترك الفلاحون المحراث وجروا نحو الملك وحاشيته، وكانوا فرحين للغاية، فقد جاء الملك إلى قريتهم وها هو بالقرب من حقلهم. 

لم يعرف الفلاحون كيف يعبرون عن فرحهم وتكريمهم للملك.

إذ إقتربوا إلى الملك، إنطلق أحدهم إلى مجرى ماء وملأ كفيه ماء ثم تقدم إلى الملك وهو متهلّل، يقول له :

"إقبل يا سيّدي جلالة الملك هذا الماء هديّة مني!"

دهش الملك وكل حاشيته لهذا التصرّف العجيب. 

تطلع إليه الملك، وفي دهشة سأله : 

"ما هذا يا إبني ؟"

في هدوء شديد قال الفلاح:

"سيدي جلالة الملك. لقد ملأ الفرح قلبي... إنني للمرة الأولى أراك، خاصة وأنت في قريتي، وإقتربت جداً إلى حقلي.

إني أشعر بعجزٍ شديدٍ للتعبير عن حبّي.

سيّدي، ماذا أقدم لك وأنت الغني والسخي، وأنا فلاح لا يملك إلاّ القليل؟

لقد أردت أن أعبّر عن محبتي وتقديري لجلالتك، فأخذت من هذا المجرى كف ماء أقدّمه، ليس لإحتياجك إليه، لكن هذا هو كل ما يمكنني أن أفعله.

إقبله رمزًا لقلب متّسع يحمل حبًا فائقًا لك!"

فرح الملك بالفلاح، وإحتضنه، ثم تطلّع إلى رئيس الخزانة وقال له : 

"أعطه مبلغًا كبيرًا من المال، ما قدّمه الفلاح يفوق ما قدّمه الكثيرون".


-----------------------------------------

إلهي .. 


لقد قدمت لي أنهار وينابيع مياه حية!

ماذا أقدم لك، وأنا فقير محتاج؟

إقبل حبي كفلسي الأرملة.

إقبل حياتي ذبيحة تسبيح وحب.


"هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب؟ هوذا الاستماع أفضل من الذبيحة و الإصغاء أفضل من شحم الكباش" 

(١ صموئيل ١٥: ٢٢)




#خبريّة وعبرة

/خدّام الرب/


أضغط هنا... للإنتقال إلى صفحاتنا على سوشيال ميديا

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.