HTML مخصص
09 Oct
09Oct


كان هناك رجلٌ شيخٌ متقدم في السن يشتكي من الألم والإجهاد في نهايةِ كل يوم.

سأله صديقه : ولماذا كل هذا الألم الذي تشكو منه؟ فأجابه الرجل الشيخ : يُوجد عندي بازان (الباز نوع من الصقور) يجب عليَّ كل يوم أن أروّضهما وكذلك أرنبان يلزم أن أحرسهما من الجري خارجاً وصقران عليَّ أنأُق َوِدّهما وأدربهما وحيةٌ عليَّ أن أحاصرها وأسدٌ عليَّ أن أحفظه دائماً مُقيَّداً في قفصٍ حديدي ومريضٌ عليَّ أن أعتني به وأخدمه.

قال الصديق : ما هذا كلّه لا بدّ أنك تضحك، لأنه حقاً لا يمكن أن يوجد إنسان يراعي كل هذه الأشياء مرّةً واحدة.

قال له الشيخ : إنني لا أمزح ولكن ما أقوله لك هو الحقيقة المحزنة ولكنها الهامة إن البازين هما عيناي وعليَّ أن أروضهما عن النظر إلى ما لا يحلّ النظر إليه بإجتهادٍ ونشاط والأرنبين هما قدماي وعليَّ أن أحرسهما وأحفظهما من السير في طرقِ الخطيئة والصقرين هما يداي وعليَّ أن أدربهما على العمل حتى تمداني بما أحتاج وبما يحتاج إليه الآخر والحيةُ هي لساني وعليَّ أن أحاصره وألجمه بإستمرار حتى لا ينطق بكلامٍ معيبٍ مشين والأسد هو قلبي الذي تُوجد لي معه حربٌ مستمرة وعليَّ أن أحفظه دائماً مقيداً كي لا تخرج منه أمور شريرة أما الرجل المريض فهو جسدي كله الذي يحتاج دائماً إلى يقظتي وعنايتي وإنتباهي.



العِبـــــــــرة


يا أولادي إنّ هذا العمل اليومي يستنفد عافيتي إن من أعظم الأشياء التي في العالم هي أن تضبط نفسك ولا تدع أي شخصٍ آخر محيطاً بك يدفعك ولا تدع أيَّاً من نزواتك وضعفك وشهواتك تقهرك وتتسلط عليك.




نلتقي غداً بخبرية جديدة



#خبريّة وعبرة

/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.