HTML مخصص
07 Jan
07Jan


١. إنّ إكرام القدّيسين الذين طوّبتهم الكنيسة رسميًّا، والتماس شفاعتهم، هو منذ القرون الأولى تعليمٌ كَنَسيّ رسميّ وحقيقةٌ أثبتَها الواقع والتّاريخ.
ومع تقدّم العلوم في عصرنا أمكَنَ إثبات الآيات والعجائب بقوّة أكبر.
وتُرفع أيقونات القدّيسين فوق المذابح بعد تكريسها، وتُكرَّم في المزارات والبيوت، وبعض الأيقونات عجائبيّة.


٢. يظهر قدّيسٌ على مريض ويقول له "لقد تعافيت"، فيشفى، وتُثبِت الشفاء السلطات الطبيّة على نحو يستحيل إنكاره.
وتتكرّر الآيات والمعجزات مع قدّيسين كثيرين وأشخاص لا يُحصى عديدُهم.
ومع تقدّم الزَّمن ازداد اليقين بشفاعة القدّيسين وتضاعف إكرامهم.
والآيات التي تجري بشفاعة القدّيسين تقوّي إيمان كثيرين وتحثّهم على التّوبة.


٣. أما لماذا تحصل معجزة بشفاعة قديس دون آخر، ولشخص دون آخر، فهذا يعود إلى حكمة الله.
لكن هناك دورٌ أيضًا لإيمان الشخص وعمق حياته الروحيّة وحاجته الملحّة.
علمًا، أيضًا، أن الإستشفاع بالقدّيسين له ثمار غير منظورة.
كأن ينجو الشخص من تجربة أو من خطر وضيق.


٤. العبادة هي لله أولًا، لكن الكنيسة أفردت في صلواتها وليتورجيّتها وعباداتها حيّزًا لإكرام القدّيسيين والتماس شفاعتهم. ففي الكنيسة هناك توازنٌ قوامه أوّليّةُ عِبادة الله، مع حيّزٍ مُناسب لإكرام القدّيسين.


٥. يقول البروتستنت إن إكرام القدّيسين يُحوّل المؤمنين عن عبادة الله.
وهذا قولٌ باطل لأنّ الله هو الذي أعطى القدّيسين قوّة الشفاعة، التي أثبتتها الكنيسة، وأثبتها الواقع والتّاريخ.
ولأن الكنيسة قد أرست رسميّا، في صلواتها وليتورجيّتها، أصول العبادة، وأقامت توازنًا بين عبادة الله وإكرام القدّيسين.


٦. مع إنكار البروتستنت لشفاعة القدّيسين، ينكرون أيضًا حصول المعجزات والشفاءات، ويقولون إنّها تحدث بإيحاء ذاتيّ.
ويزعم البعض الآخر إنها من الشيطان.
لكن الشيطان لا يأتي بأيّ شيْ يفيد الناس، ولاسيّما للمؤمنين، لأنه عدوّ البشر ويريد هلاكهم، ويقينًا لن يأتي بأيّ أمر يجلب كثيرين إلى الإيمان.
وكيف يصنع الشيطان الخير مع المؤمنين ولا يصنعه مع المجدّفين والملحدين والمهرطقين والفاسدين؟


٧. لطالما كان إكرام القدّيسين أمر بديهيّ في كنيستنا، ولا حاجة لمناقشة صوابيّته، أوكيف ولماذا تحدث الآيات والمعجزات، فهذا الأمر عديم الفائدة، ويُثير الشكوك.
الأمر المفيد فقط هو توعية المؤمنين على أن يحفظوا التّوازن في صلاتهم الشخصيّة، فتكون الأوليّة فيها لعبادة الله.


/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.