HTML مخصص
28 Jan
28Jan


هو شهيد رصاص الحرب اللّبنانيّة، هو شهادة من لبنان أرض القدّيسين.

شهادة تعكس رحمة السّماء ومحبّتها لشعب هذه الأرض الطّيّبة، المنتصر على كلّ الصّعوبات بصليب القيامة والقداسة.
هو العلمانيّ الشّابّ فتحي عبّود بلدي (١٩٦١- ١٩٨٠) الّذي نفض عنه غبار الحرب الضّارية، ونهض من دمائه الّتي غرق فيها يوم إستشهد ليرتفع إسمه من لبنان إلى روما، وليعطي أملاً لأبناء لبنان "وطن الرّسالة"، بأنّ راية القداسة لا تزال ترفرف عاليًا في ربوعه.


ولكن من هو هذا الشّابّ الّذي تحوّل فجأة إلى حديث السّاعة، بخاصّة بعد أن أعلن راعي أبرشيّة بيروت وجبيل وتوابعهما للرّوم الملكيّين الكاثوليك المتروبوليت كيرلّس سليم بسترس يوم الثّلاثاء، موافقة مجمع قضايا القدّيسين في الفاتيكان على فتح دعوى تطويبه وتقديسه؟

فتحي بلدي : من مواليد بيروت في ٢٢ أيلول/ سبتمبر ١٩٦١، والداه عبّود فتح الله بلدي ونيلّي جبرائيل مدوّر.

إنّه الولد الوسط بين شقيقتيه نيكول وجينا.

تلقّى دروسه في مدرسة الحكمة- الأشرفيّة، إلّا أنّ ظروف الحرب جعلته يتابع دروسه لفترة قصيرة في معهد سيّدة الرّسل- جونيه، قبل أن يُكمل دروسه الثّانويّة بنجاح في الولايات المتّحدة الأميركيّة (١٩٧٨- ١٩٧٩)، ليعود في أواخر حزيران/ يونيو ١٩٧٩ إلى لبنان وينجح في إمتحانات الباكالوريا- الجزء الثّاني، وينتسب إلى الأكاديميّة اللّبنانيّة للفنون الجميلة "ألبا"، وينطلق في مسيرته الجامعيّة في مجال الهندسة المعماريّة.


لكنّ حلم الشّابّ في الدّراسة والتّخرّج لم يكتمل، لأنّ حادثة إعترضته في ٣١ ك١/ ديسمبر ١٩٨٠ وقطعت عليه فرصة العيش؛ ففي صباح ذاك اليوم، إستأذن فتحي والدته ليتوجّه بسيّارته إلى بيت أحد زملائه في عاريّا للمذاكرة، وما أن أشارت عقارب السّاعة إلى الحادية عشرة والثّلاثين دقيقة حتّى تلقّت أخته جينا إتّصالاً هاتفيًّا ينقل إليها الخبر الأليم: تعرّض فتحي لحادث سير على طريق عاريّا.

على أثر النّبأ، هبّت الأم وإبنتها إلى المحلّة وإذا بهما تجدان فتحي ملقى على مقعد سيّارته أمام المقود.

لم يكن حادث سير عاديًّا، فطلقات ناريّة كانت بادية على رأسه وصدره، حتّى أنّ "رصاصة الرّحمة" قد خرجت عبر رقبته من أذنه اليسرى باتّجاه اليمنى.

بعد هذه الفاجعة الّتي هزّت العائلة، والّتي شابهتها حوادث كثيرة إهتزّ لبنان بسببها، دُفن الشّهيد فتحي بلدي في مقبرة كنيسة الرّوم الكاثوليك في رأس النّبع- بيروت، قبل أن يُنقل جثمانه إلى مدفن دير المخلّص في صربا في ١٤ تموز/ يوليو ١٩٨٣ حيث لا يزال لغاية يومنا.


قصّة إستشهاد فتحي لم تنتهِ هنا، بل وبعد وفاته ظهرت على قبره أنوار ورشح منه زيت، ونال مؤمنون شفاءات ونعمًا عديدة بشفاعته، الأمر الّذي فتح الباب أمام دراسة ملفّه بقرار من سينودس الرّوم الملكيّين الكاثوليك عام ١٩٨٣ و ١٩٩٤ سعيًا لتطويبه، فجمع وقتها المثلّث الرّحمة المطران بطرس الرّاعي ووالدة فتحي شهادات كثيرة عنه في كتابين بعنوان "فتحي بلدي ظاهرة قداسة"، صدرا سنة ١٩٨٣ و ١٩٨٧، غير أنّ ظروف الحرب منعتهما من متابعة القضيّة.


لكنّ البشرى السّارّة زفّها مجمع قضايا القدّيسين في روما لكنيسة الرّوم الملكيّين، بتاريخ ١٠ أيلول/ سبتمبر ٢٠١٨، بشرى تعلن أنّ لا مانع من قبل الكرسيّ الرّسوليّ من المباشرة بقضيّة تطويب خادم الله فتحي بلدي وتقديسه، ونتيجتها كُلّف الأب بول قزّي من الرّهبنة اللّبنانيّة بمتابعة ملفّ الدّعوى.


أضغط هنا... للإنتقال إلى صفحاتنا على سوشيال ميديا

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.