HTML مخصص
14 Jul
14Jul


جلس غني مع نفسه يتساءل : 

"ماذا أنتفع بكل هذا الغنى وأنا أشعر بفراغٍ شديدٍ في أعماقي؟ ماذا ينقصني حتى أستريح؟"

قرع باب جاره المسيحي وتكلّم  عن مشاعره الداخلية طالبًا مشورة حكمته .

أخذه جاره نحو النافذة، وتطلع كلاهما من الزجاج نحو السماء. 

سأله ماذا ترى؟

أرى السماء زرقاء جميلة.

- انظر إلى الشارع، ماذا ترى؟

- أرى أناسًا كثيرين.

قدّم الجار للغني مرآة ثمينة، 

وسأله : "ماذا ترى فيها؟"

أجاب: "أرى صورتي".

عندئذ قال الجار :

"خلال الزجاج الشفّاف الرخيص ترى السماء بجمالها والناس أخوتك؛ أما خلال المرآة الثمينة فلا ترى سوى صورتك، لأن لمعان الفضة يحجب عنك رؤية السماء ببهائها والتطلّع إلى الناس، لتنشغل بصورتك وحدك، وتنحصر في سجن الأنا القاتل للنفس.

هذا ما تفعله محبة الفضة اللامعة! إنها تحرمهم حتى من رؤية أخوتهم، يطلبون ما لذواتهم لا ما للغير!

تحبسهم في سجن الأنا! وتنزع عنا محبة الله. 


نلتقي غداً بخبريّة جديدة


خبريّة وعبرة

الخوري جان بيار الخوري

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.