HTML مخصص
14 Feb
14Feb


كان إحتفال مهيب يوم فرح إبن أحد الأمراء الفرنسيين على "ماريان" إبنة الكونت فيليب .
و فضّل العروسان بعد خروجهما من الكنيسة أن يسير الموكب على الأقدام حيث أنه وقت الربيع و الزهور الجميلة تملأ الشوارع.

و في غمرة سعادة العروسين ، لمحت "ماريان" موكب آخر يسير في الإتجاه المضاد ..... ولد يبدو عليه إمارات الفقر و البؤس و الحزن .... يبكي بحرقة و هو يسير وراء نعش لا يوجد عليه زهرة واحدة حسب عادات أهل البلدة .....

و أراد منظّمي موكب العروسين أن يرجع موكب الجنازة و يفسح الطريق للعروسين .... فإذا "ماريان" تلمح عيني الولد الحزين و الدموع تنهمر بحرقة منهما .....

فما كان منها إلاّ أن خلعت زهرة جميلة من إكليلها الباهظ الثمن و وضعته بلطف على النعش .... و أمرت الموكب أن يفسح الطريق للموكب الحزين حتى يصل إلى الكنيسة ....

فتأثّر الولد و إنخرط في البكاء ....و بعد مرور عشرين عاماً ، إندلعت الثورة الفرنسية .... و بدأ الحاكم الجديد ينتقم من الأمراء و النبلاء ....

و أصدر أمراً بإبادة ذوي المكانة من النبلاء ....و أراد أن يتشفى بمنظرهم ....

لذلك جلس على منصة كبيرة و كان يقف أمامه كل من كان تهمته إنه ينتمي لهذه الطبقة الغنية ......

وقف أمامه شاب و أخته و أمهما ... و كان الشاب ثائراً و حاول أن يدافع عن أهله لأنه لا يوجد عليهم أي تهمة ....

و لكن الحاكم أمر بإعدام الثلاثة في الساعة التاسعة مساءا ....

فإقتادهم الحارس للسجن ... و في الثامنة مساءاً ، ذهب ليقتادهم للإعدام ....

ولكنه سلّم السيّدة خطاباً... و طلب منها ألاّ تفتحه إلاّ بعد الساعة التاسعة ...

فإندهشت السيدة جداً ... فهذا هو موعد تنفيذ الحكم ....و لكنه سار بهم إلى طريق يصل إلى مركب تبحر إلى إنجلترا ...

و أركبهم المركب دون أن ينطق بكلمة ...

و أمر البحّار أن يبحر وسط ذهولهم .... و كانت الساعة قد وصلت التاسعة .... ففتحت السيدة الخطاب و هي لا تفهم شيئاً ......

فوجدت مكتوب فيه....
" منذ عشرين سنة , في يوم زواجك ... وضعت زهرة جميلة من إكليلك على نعش شقيقتي الوحيدة ... و لا يمكنني أن أنسى هذه الزهرة ما حييت ... لذلك أنقذتك من الموت ، أنتِ و إبنكِ و ابنتكِ ..... فهذا دين عليّ ...... "


إن كان هذا الرجل لم ينسى عمل محبة صغير تم منذ عشرين سنة و قدّم لمن عملت معه هذا العمل مكافأة أعظم بكثير.

فهل ينسى الله ما تقدمه لأجله .... من تضحية و خدمة و صوم و حمل الصليب ....فلا يكافئك عنها !؟

إنّ كلمة مشجّعة تقولها لإنسان بائس ....إبتسامة لإنسان حزين .... عطية صغيرة لمحتاج ... تترك أعظم الأثر في هذه النفوس.


"الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم و تعب المحبة التي أظهرتموها نحو الله"
( عبرانيين ٦ : ١٠ )



#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/



أضغط هنا... للإنتقال إلى صفحاتنا على سوشيال ميديا

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.