HTML مخصص
03 Oct
03Oct


حصل هذا منذ عدة أعوام ...

دخلت كنيسة سيدة النورية وتوجهت بخط مستقيم صوب الإيكونوستاس

لا ألتفت يميناً ولا شمالاً وجلست على البنك الخشبي ...


ولما نويت الخروج إلتفتّ إلى شمالي فرأيت عاموداً من شمع !

لم يكن عاموداً من حجر، خلته عاموداً من حجر،  إلاّ أنه ترنح !

صعقت، دهشت، وتسمرت في مكاني، أتراه كائناً فضائياً أو ملاكاً سماوياً أو بطلاً أسطورياً !؟

وبعد هنيهات غير قليلات عرفت أنّها راهبة ! 

طويلة القامة هزيلة نحيفة للعضم، بيضاء كالثلج، إمرأة حقيقية من لحم ودم، لا دمية من شمع، لابسة ثوباً سواده مدقع !

شفاهها تتحرك، تردّد إسماً حلواً، مذاقه كالشهد، إسم يسوع القدوس !


كالشمعة التي تذوب، كتمثال في متحف وطني، كأيقونة روسية، كقصيدة شعر يونانية، كقلعة رومانية، كإهرامات فرعونية،

 ككتابة مسمارية، كتحفة أثرية، كقطعة أنتيكية، هذه الراهبة الملتصقة بالعامود إلى حد المماثلة !

تجذبك بإنجذابها صوب المصلوب !

هذه الخاطئة التائبة المتوسّلة المتسوّلة على ابواب الملكوت !


تأملتها بخفر 

حتى لا أجرح لاشيئيتها، 

حتى لا أحرج عدميتها،

 حتى لا أزعج هدوئيتها !


هذه آثوسية من الجبل المقدس آثوس  بلاماسية أصيلة، عاشقة مريضة من الحب !!!


أصابتني الغيرة الفاضلة وقلت يا ليتني مثلها عاشقة للمسيح 

حتى النخاع الشوكي، في شرايين الدم، إلى عمق أعماق القلب !!!


يا ليتني مثلها 

راهبة من شمع !!!


/جيزل فرح طربيه/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.