HTML مخصص
05 Dec
05Dec


كلما تذكرت زيارة الرئيس الأمريكي دوايت ديفيد أيزينهاور (١٨٩٠_١٩٦٩م) لبول دونالد هالي Paul Donald Haley يوخزني ضميري، مترقباً مجيء ملك الملوك إليّ شخصياً حسب وعده الإلهي.

إذ صار الجنرال الأمريكي رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية (١٩٥٣_١٩٦١) قام في إحدى سنوات رئاسته بزيارة إلى دنفر للإستجمام.

عرف الطفل الصغير بول دونالد هالي، البالغ من العمر السادسة، والذي كان يعاني من مرض السرطان في مرحلته الأخيرة بزيارة الرئيس.

قال الطفل لأبيه دونالد هالي :
"إني أحب الرئيس جداً، ومشتاق أن أراه، كيف يمكنني أن أراه ولو من بُعد؟"

أخذ الوالد إبنه في حضنه وقبَّله بإبتسامة تخفي من ورائها دموع حزنه على إبنه إذ يعلم أنه في أيامه الأخيرة.

وفي شيء من الدعابة قال لإبنه :
"أكتب للرئيس أنك مشتاق أن تراه".

كتب بول للرئيس خطاباً يشرح له ظروفه ومرضه وأنه مشتاق أن يراه.

تأثّر الرئيس بالخطاب.
وفي صباح الأحد طلب من سائق الليموزين أن يذهب به إلى عنوان الطفل.

قرع الرئيس الباب، وفوجئ دونالد هالي بالرئيس أمامه يطلب أن يرى إبنه بول الذي كان يسير خلفه.

إرتبك الرجل إذ لم يكن يتوقع زيارة رئيس الجمهورية له، لكن الرئيس في إبتسامة لطيفة قال له :
"آسف، لم أتصل بك لأحدد موعداً للزيارة، لكنني أتيت لألتقي بالطفل العزيز بول".

إلتقى الرئيس بالطفل وحيَّاه وهو يقول له :
"لقد عرفت أنّك تشتاق أن تراني، أنا أيضاً مشتاق أن أراك، لقد جئت إليك لألتقي بك!".

أمسك الرئيس بيد الطفل وسار معه إلى عربة الليموزين ليرى عربة الرئيس، وبعد حديث ودّي إستأذن الرئيس، وعاد بالطفل إلى مسكنه.

عاد الطفل ليجد والده مضطرباً.

قال الطفل لوالده :
"لماذا أنت مضطرب يا أبي؟"
أجاب الوالد :
"كيف أستقبل الرئيس بملابسي هذه، بالبنطلون الچينز والقميص بلا أكمام ...؟ أهكذا يُستقبل الرئيس؟!"

بإبتسامة عريضة تكشف عن إعتزاز الطفل بزيارة الرئيس له، قال :
"إنه قد جاء من أجلي وليس من أجلك يا أبي ... إنه يحبني ويشتاق أن يراني".



عزيزي القارئ :

مع كل نسمة من نسمات حياتي أقول لمخلصي :

"نعم، تعال أيها الرب يسوع ... كيف لا أسهر مُترقباً مجيئك؟"
إني طِفلَه المريض المُشتاق إليه، بل هو أحبني أولاً، ووعدني أنه قادم ليمسك بيدي، يخرج بي من مسكن غربتي إلى حضن أبيه.


"يَقُولُ الشَّاهِدُ بِهذَا:«نَعَمْ أَنَا آتِي سَرِيعًا». آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ."(رؤيا يوحنا اللاهوتى٢٢ : ٢٠)




#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.