HTML مخصص
01 Jan
01Jan


كلّف صاحب البيت نجاراً أن يعد له خزانة للكتب بمواصفات معينة، وأثاء التنفيذ رأى الصانع أن ينفذ المكتبة بصورة أخرى راقت له ...
ولمّا إنتهى من العمل فوجىء بصاحب البيت ثائراً جداً وقال له ليست هذه الصورة التي أردتها للمكتبة، وطالبه بالتعديل حتى تتوافق مع طلباته ...

فثار النجّار في وجهه :
هذا أفضل وأمتن، ولن أنفذ! ...

إندهشت جداً من هذا النجار الذي فقد أبسط أصول التعامل مع الزبون، فهو خادم لرغبة الزبون لا لرغبته وهو منفذ لإرادة صاحب الشيء لا إرادته ...


ذكّرني هذا النجّار بنفسي، فالله يريدني أن أتوب بالصورة التي صوَّرني بها قبل أن أكون في بطن أمي ..
لكنني أنمق توبتي وفق هواي الخاص ومزاجي الشخصي وأفكاري الضئيلة ...
مسكين أنا في عقلي بالحقيقة، أقطع أشواطاً في التوبة المشروطة بشروطي دون أن آخذ رضا الله ولا أجرة العبد الصالح ...

قد يرى الله أن يجمل توبتي بقسط من المهانة، أو بلون من الضعف، أو بقصور في الصحة، أو بحرمان من التقدير ...

وأكره أنا ذلك، بل أرفضه وأظل أدق برأسي رافضاً ... فأظل وكأني في طابور (محلك سر) بلا نمو ولا حركة حية نحو الملكوت إلى أن أفيق وأقول لتكن لا إرادتي لأنني مرسل من السماء سفير للمسيح على الأرض أعيش الإنجيل وأحيا كما يريد مرسلي ...

لقد وبخني قولك يا رب المجد وأنت الذي لم تضمر إختطافاً أن تكون مساوياً للآب في الجوهر أن تقول أمامي "ينبغي أن أكون في ما لأبي" (لوقا ٢ :٤٩)،
وأطعت حتى الموت موت الصليب (فيلبي ٢: ٨).


علّمني يا رب أن أعيش التوبة التي تريدها، لا التي أريدها أو يريدها الناس ...
فإنني أناديك مع النبي القائل :
"توبني يا رب فأتوب لأنك أنت الرب إلهي" ( إرمياء ٣١ :١٨).

سامحني يا رب عن كل مرة إعتراني فيها الضجر أمام ما تطلبه قداستك مني في التوبة.



#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.