HTML مخصص
14 Oct
14Oct


من هو الأب بشارة أبو مراد ؟


إليكم ملخّص عن سيرة حياته  يليها فيديو :


النشأة والدخول إلى الدير :


ولد الأب بشارة أبو مراد عام ١٨٥٣ في زحلة ورث عن والديه جبور وأليصابات حرارة إيمانهما الصلب فنشأ قوي الإرادة، متمسكاً بواجباته الدينية، متمماً لوصايا الله وخاضعاً لوالديه، ومحباً للصلاة إلى جانب أخوته وأخواته. على مثال الطفل يسوع، كان الطفل سليم (الإسم الحقيقي للأب بشارة أبو مراد) ينمو في الحكمة والنعمة أمام الله والناس، متأثراً عميقاً بِمُثُلِ والدته متشبعاً من تعاليمها، فظهر فيه منذ صغر سنه ميول قويّة إلى الصلاة وحنين إلى الصمت والإختلاء.

رغبة سليم في الحياة الروحيّة أخذت تنمو وتعمقت في نفسه بتأثير مناخ البيت وجوّ المدرسة، ورسّخت التقوى في داخله فإنبعث صوت الله في أعماقه يدعوه إلى حياة أكمل.

وهنا يروي رئيس دير المخلص الأب نبيل واكيم حادثة حصلت مع الأب بشارة أبو مراد قبل دخوله الرهبانية، فيشير إلى أنه "هرب في إحدى الليالي إلى الدير لدخوله ولكن وبعد إكتشاف والده للمسألة الّذي رفض رفضاً قاطعًا، أعاده إلى المنزل، فما لبثت الأم إلا أن تدخّلت لإقناع زوجها، وهكذا حصل فدخل سليم دير المخلص عام ١٨٧٤ في الشوف، ومن حينها أصبحت الكنيسة فردوسه الخاص والقربان المقدس غذاءه المشتهى، وكأن داخله كلّه قد إستحال إلى معبد صلاة لا تفتر، وإلى إنشاد بمجد الله وشكره في كل عمل يتمّمه".



فضائله وتكريمه لمريم :


آثر الأب بشارة أبو مراد الخدمة الخفيّة شعاراً له، فكان يتهرّب من الظهور ولم يكن قبوله سيامة كشماس الإنجيلي في ٢٦ آذار ١٨٨٢ إلا بدافع الطاعة الكاملة، لرؤسائه لا رغبة فيها، كما يذكر الأب نبيل واكيم.

لافتاً إلى أنّ "بشارة أبو مراد كان عميق الإقتناع بأنه غير مستحق لدرجات الكهنوت، وقد تملكته رغبة عميقة عندما فوتح بأمر سيامته كاهناً مع رفاقه، فقد كان يحمل في أعماق نفسه إجلالا سامياً لدرجة الكهنوت، ويعدّ ذاته دون قدرها، وطلب إلى رؤسائه مرارا تأجيل تقديمه إلى السيامة مبرراً موقفه أحياناً، "أنا ما جئت الى الرهبانية لا لأخلص نفسي لا لكي أَرْتَسِم" لكنه سِيمَ في ٢٦ كانون الاول ١٨٨٣ كاهناً، ليتسنى له أقامة الذبيحة لراحة نفس أخيه مراد".

توفي الأب بشارة أبو مراد في سبت الأموات في شباط ١٩٣٠ وأسلم روحه في دير المخلص وهو محاطٌ بإخوته في الرهبانية. 

وهنا يشير الأب الدكتور في اللاهوت نضال الجبلي إلى أنّ "بشارة أبو مراد لم يكن الراهب الناسك البعيد عن الناس بل كان موجوداً في العالم، وبين أهله وقد كان متفوقاً في حياته الرهبانية والروحية"، ولفت إلى أنه "كان مكرّمًا للعذراء مريم ويصلّي المسبحة الورديّة بإستمرار ويحملها في جيبه في كل تجوالاته، بالإضافة إلى أنه كان متعبّداً لله في الأفخارستيّا، فكان يبقى ساجداً أمام القربان المقدّس".



دعوى التطويب :


يتحدّث الأب نضال الجبلي عن بطولة فضائل الأب بشارة أبو مراد. لافتاً إلى أنه : "عندما أسلم روحه في العام ١٩٣٠ قامت الرهبانية المخلصيّة بكتابة سيرة حياته وفضائله".

ويسهب الأب جبلي في الشرح لماذا لم تلاحق الرهبانيّة المخلصيّة دعوى تطويبه في الكرسي الرسولي بعد وفاته ليشير إلى أن السبب هو إندلاع الحرب العالمية الثانية، ومن ثم الزلزال الذي ضرب جنوب لبنان فيما بعد"، ويوضح أن "دعوى التطويب فُتِحت في العام ١٩٨٢ ووصلت إلى الدوائر الفاتيكانية في العام ٢٠٠٦، ولو لم تبحث هذه الدوائر في بطولة فضائله لما أُعلن مُكَرَّمًّا في العام ٢٠١٠".

كاشفاً أن "إحدى العجائب حصلت مع إمرأة من عبرا وقد كانت مشلولة وبشفاعة الأب بشارة أبو مراد عادت لتمشي من جديد وقد قُدِّمت التحقيقات والوثائق إلى الدوائر الفاتيكانية لمتابعتها وتحليل جميع المعلومات الواردة فيها، حيث من المتوقّع عند الإنتهاء منها وتثبيتها أنْ يُعلن طوباويًّا. 

وبالطبع سيحتاج مسار التقديس بعد التطويب إلى أعجوبة جديدة".

ويبقى الانتظار حتى تقرّ أعجوبة إمرأة عبرا ليعلن جراءها الأب بشارة أبو مراد طوباوياً وعلى مسيرة القداسة في وقت أشدّ ما يحتاج فيه لبنان إلى شفاعته!

لإعلان خادم الله مكرّمًا يتم تشكيل لجان أبرشية من متخصصين في مجال المتابعة اللاهوتية والتاريخ، لدراسة حياة "خادم الله" بطريقة مفصّلة لا لُبس فيها، تهدف إلى التثبّت من عيشه لفضائل الإيمان والرجاء والمحب والأخلاق المسيحية وغيرها. 

ومتى تمّ التأكّد من ذلك، بعد تحقيقات طويلة ومضنية تُحرّر وثيقة تدعى باللاتينية "Positio" تتضمن مُلخصًّا عن سيرة خادم الله ومسيرته تُرسَل إلى مجمع دعاوى القديسين في روما. 

وإذا وافق عليها، بعد التدقيق والتمحيص والّذي قد يستمر سنوات طويلة، يصدر إقراراً ببطولة الحياة التي عاشها خادم الله، جاعلاً منه بذلك "مُكَرَّمًا.

المرحلة التالية، بعد إعلان خادم الله مُكرّمًا، والّتي تُعتبر مرحلة شاقّة وطويلة وتتطلّب تحقيق معجزة خارقة فوق العادة، فورية ودائمة متكاملة ولا يمكن تفسيرها علميًّا لإعلان المكرّم طوباويًّا.

 ويتمّ التحقيق بهذه المعجزة في الرهبانيّة مع أشخاص من ذوي الإختصاص من أطبّاء ورهبان وشهود لتُرفع فيما بعد إلى مجمع دعاوى القدّيسين، فيجتمع الكرادلة والأساقفة المتخصّصين لإصدار براءة التطويب.

وهذا الأمر قد يستمرّ لسنوات طويلة جدًّا.

تجدر الإشارة إلى أنّ الإعتماد على معجزة خارقة قد يحصل في إطار غير الشفاء من مرض، كنجاة من موت محتّم يحصل بتدخّل الله المباشر بطلب الشخص لشفاعة الطوباوي.

إنّ مرحلة إعلان الطوباوي قدّيسًا، تتطلّب المرور بنفس المراحل الّتي تَرِدُ في متطلّبات إعلان التطويب من معجزة خارقة للطبيعة وغير مفسّرة إنسانيًّا وعلميًّا.

وعلى غرار ما يحصل في مراحل التطويب من تأليف لجان من الخبراء الطبيين واللاهوتيين والشهود للتأكيد على صحة المعجزة، تسير مرحلة التقديس أيضًا، وهي المرحلة النهائيّة الّتي ولدى إعلان البابا عن تقديس الطوباوي، يُسمح بتكريم القدّيس على مذابح الكنيسة الكاثوليكيّة الجامعة في أنحاء الكرة الأرضيّة كافّة، لا سيّما أن الطوباوي يُسمحُ بتكريمه في بلده وعلى مذابح كنيسته المحليّة فقط.


#خدّام الرب


فيلم "سراج الوادي" يحكي سيرة حياة المكرّم الأب بشارة أبو مراد :




صلاة لنيل تطويب الراهب المخلصي المكرّم الأب بشارة أبو مراد :


أيّها المخلّص الكريم، يا من لا يزال يسكب غزير نعمه على كهنته، الذين هم ميراثه الخاص، لتقديسهم ولخير شعبه، نطلب إليك ضارعين أن تتنازل فتمجّد خادمك الأمين الأب بشارة أبو مراد، الذي سار أمامك في الكمال الرهبانيّ والكهنوتيّ، وعبدك بالبرّ جميع أيام حياته.

أظهر فيه أيّها السيّد قدرتك إن حَسُنَ لديك، ليتلألأ كنجمٍ وضّاء في سماءِ كنيستنا الشرقيّة الساطعة بأمجاد قدّيسيها.

فيعلم الجميع أن ينبوع القداسة لا ينضب في كنيستك المقدّسة. 

إرتضِ بأن تكلّل هام كاهنك الأمين بإكليل الطوباويين، لنقدر أن نتّخذه مثال الكمال، مقتدين بفضائله، فيتمجّد إسمك القدّوس، أيها الآب والإبن والروح القدس. آميـــــــن.



#خدّام الرب


ضريح المكرّم الأب بشارة أبو مراد صورة المكرّم الأب بشارة أبو مراد

صورة المكرّم الأب بشارة أبو مراد مع أيقونة لوالدة الإله

تمثال للمكرّم الأب بشارة أبو مراد

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.