HTML مخصص
17 Feb
17Feb


الكاهن هو خادم القربان الأقدس قبل أن يكون مبشِّرًاِ بالمسيح، فيسوع قال لتلاميذه "خذاوا فكلوا" (متى ٢٦:٢٦) قبل أن يقول "تكونون لي شهودًا" (أعمال ١:٨).

القربان المقدّس هو هويّة الكاهن الحقيقيّة وأساس كينونته وخدمته ومُغذّي روحانيّته ومصدر قداسته وقّوة بشارته.

كيان الكاهن مجبولٌ بجسد الربّ ودمه كما النّار مجبولةٌ بالحديد المحمّى، ولا فاصل بين الإثنين.

وكذلك هو مجبولٌ بأجساد المؤمنين الأمناء الأتقياء.

والتَّبشير والتَّلمذة للمسيح أساسُهُما القربان الأقدس، ولا تلمذة ولا تبشير بالمسيح لكاهن، ولا تلمذة للمسيح لمؤمن، من دون الإغتذاء بجسد الربّ ودمه في القدّاس الإلهيّ، ومن دون إكرام وإجلال وإحترام وتقديس وعبادة القربان الأقدس، في داخل النّفس والرّوح، وعلى مذبح الكنيسة وفي صمت القلب الخاشع والمُصلّي.

يسوع أسّس الكهنوت على جسده ودمه، وعليهما أيضًا أسس البشارة.
وجسدُه ودمه يجعلان البشارة مُباركةً وفاعلةً وذات جدوى.

فالبشارة والتّلمذة للمسيح تستمّدان قوّتهما وفاعليّتهما من القربان الأقدس، أي من الذّبيحة الإلهيّة، التي كان القدّيسون يحتفلون بها قبل الإنطلاق في البشارة.

وكما إحتفلَ الربّ بذبيحة العشاء السريّ بكلّ إجلال وإحترام، فعلى الكاهن أن يحتفل بالذّبيحة الإلهيّة بالإجلال والإحترام عينهما.

وعلى الكاهن أن يحفظ القُربان الأقدس مُكرَّمًا ومَصونًا من كلّ شبه إهانة أو عدم إحترام ، فيكون أمينًا لهويّته وكينونته كخادم للأقداس، وأمينًا لتلمذته للمسيح، ولرسالته كمبشّرٍ بالمسيح.

وبالتّالي، فارغةٌ كلّ بشارةٍ يقوم بها كاهنٌ يتغاضى عن كلّ شبه إهانةٍ يتعرّض لها جسد الربّ ودمه.

فإن تغاضى الكاهن أو أهمل أو تهاون بشأن صيانة القربان الأقدس مما يعرّضه لعدم الإحترام بأيّ طريقةٍ كانت، أو شجّع على التّهاون بشأن إجلال القربان القدس بذريعة التحرّر أو تعليم الرأي الشخصيّ أو لأيّ سبب كان، فهو يَطعَنُ هويّته وكينونته ويخون ذاته ككاهن للقربان الأقدس، ويخون الأمانة للمسيح الكاهن الذي سلّمَ الكهنة دون سواهم وديعة وسلطان الإحتفال بالذّبيحة الإلهيّة.

عند سيامة الكاهن البيزنطيّ، وفي أثناء قدّاس السيامة، يُعطي الأسقف الحَملَ الذي جرى تقديسُه في الذّبيحة للشماس المزمِع أن يتلقّى السيامة الكهنوتيّة ويقول له :
"خُذ هذه الوديعة واحفظها لأنّ الربّ عند مجيئه مزمِعٌ أن يسألك عنها".

فالأسقف لا يقول للشمّاس إنّ الربّ سوف يسأله عن الوديعة في نهاية خدمته الكهنوتيّة، أي عند موته، بل سوف يُسأل عن الوديعة في المجيء الثّاني المجيد.

أي أنّ الكاهن مسؤول عن وديعة الجسد والدم الإلهيّين حتّى إنتهاء الدّهر.

أمّا إلهُنا فله المجد والسلطان والقدرة والعزّة والإجلال والعبادة والسجود إلى الدّهور. آميـــــــن.



/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/

#خدّام الرب
أضغط هنا... للإنتقال إلى صفحاتنا على سوشيال ميديا

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.