HTML مخصص
06 Dec
06Dec


بصوت الخوري جان بيار الخوري :


ولد في فرنسا حيث كان أبوه روماني والياً.

ولما مات ابوه، عادت به أمه إلى روما مع شقيقته مركلِّينا وشقيقه ساتيروس، وإنصرفت إلى تربية بنيها تربية مسيحية صالحة.

إتّقن علم الآداب والفلسفة فقرَّبه ولاة إيطاليا أنيسيوس بربُّوس المسيحي، وجعله مستشاراً له، ثم والياً على ميلانو وقال له :
"إذهب وكن أسقفاً، أكثر من أن تكون والياً".

راح أمبروسيوس يدير شؤون الولاية بالعدل والإستقامة.

ولما مات أوسكنديوس أسقف ميلانو الآريوسي، إشتدّ الخصام حول من يخلفه.

فراح أمبروسيوس يحضَّهم على الإتفاق والسلام.

وبينما هو يتكلم، إذا بطفل يهتف بأعلى صوته :
أمبروسيوس أسقف ! فردّدت أفواه جميع الحاضرين : أمبروسيوس اسقف! أما هو فإعتذر متوارياً عن الأبصار.

ولم يقبل الأسقفيّة إلاّ مرغماً نزولاً عند رغبة الشعب.

وقبل أن يتسلّم رئاسة الأسقفيّة ، وزّع أمواله على الكنيسة وعلى الفقراء.

وإنصرف يبذل كلَّ عنايته بشؤون رعيته، فيردُّ الضالين منهم إلى حظيرة الخراف.

وكفاه مجداً وفخراً أنه ردَّ مار أغوسطينوس إلى التوبة.

وقد حمل حملةً شعواء على البدعة الآريوسية التي كانت تعيث فساداً.

وكان يجمع بين فضيلتي التواضع والشجاعة معاً، فلم يكن ليهاب أحداً من عظماء الدنيا أياً كان، في الدفاع عن الحق.


جاء الملك تاودوسيوس إلى ميلانو، بعد أن قتل أبرياء من أهل تسالونيكي، وأراد أن يدخل الكنيسة فمنعه أمبروسيوس وقال : لا يجوز لك أيّها الملك أن تدخل بيت الله بيدين ملطَّختين بدم الأبرياء.

فأجابه الملك : إن الله صفح عن داود القاتل وسمح له بدخول الهيكل.

فقال الأسقف : "قد تشبّهت بداود خاطئاً، فعليك أن تتشبّه به تائباً".

فتأثر الملك وإنصاع لأمره ، وإستمر في قصره ثمانية أشهر محروماً، وعوامل الندامة تحزُّ في قلبه.

ولما تحقّق الأسقف توبته دعاه لحضور الذبيحة الإلهيّة.

فجاء وإنطرح أمامه على باب الكنيسة، باكياً ذليلاً، فأخذه الأسقف وأدخله ودموع الفرح تذرف من عينيه.

وكان ذلك أنجح موعظة للشعب الذي أكبر سلطة الأسقف الجريء، كما أعجب بإطاعة الملك العظيم.

وكما إمتاز هذا القديس بجرأته وتواضعه، قد إمتاز أيضاً بشفقته على الفقراء، والمحتاجين والمتضايقين.

وكان شغوفاً بالعبادة للعذراء مريم فألَّف بمديحها نشائد عديدة بديعة.

وأنشأ ديراً للعذارى تحت إدارة شقيقته مركلِّينا.

وبمثل هذه الأعمال الصالحة، أنهى القديس أمبروسيوس حياته المجيدة، في ٤ نيسان سنة ٣٩٨.
وله من العمر ٦٤ سنة.

وقد أغنى الكنيسة بتآليفه اللاهوتية وشرحه الأسفار المقدسة بالترانيم والطقوس البيعية فأحصته الكنيسة بين ملافنتها وآبائها الأعلام.

صلاته معنا. آميـــــــن.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.