HTML مخصص
14 Sep
14Sep


حدث في إحدى القرى أن كان جمهور كبير من الناس في قاعة من قاعات أحد الفنادق.

ولم يكن للقاعة إلا باب واحد مفتوح، وكان يجلس بجانبه حدّاد القرية، وكان رجلاً تقيًا شجاعًا. 

وبغتة أبصروا كلبًا ضخمًا يقف في مدخل الباب.

كان كبيرًا جدًا، وله نظرات مخيفة، وكانت عيناه حمراوين كالدم.

وحالما رآه بوّاب الفندق صاح بهم : إرجعوا إلى الوراء فالكلب مسعور.

فحدث إضطراب ليس بالقليل. 

وفي إبّان إضطرابهم تقدّم الحدّاد وقال: إهدأوا وعودوا إلى الخلف، إلى أن أقبض على الكلب، ومن ثم آخرجوا بعجلة. 

خير لنا أن يموت واحد عنّا من أن يهلك الجميع.

وهجم على الكلب، وقبض عليه قبضة حديدية فزحزحه من مكانه.

ولكنه لم يتزحزح بسهولة بل ظلّ يرسل أنيابه المسمومة تمزّق جسم الحداد المسكين، وهو لا يأبه له، ولا يهتمّ بألمه، ولم تكن حياته ثمينة عنده.

حتى إذا ما تأكّد أن الجميع قد نجوا دفع الكلب بقوة إلى الداخل، ثم خرج وأغلق الباب!!

وإجتمع الأصدقاء الذين أنقذ الرجل حياتهم يبكون، فجعل يعزّيهم وهو يقول : لا تبكوا إنّي لم أعمل إلاّ الواجب، وعندما أموت أرجو أن تذكروني ذكرى المحبة.

أمّا الآن فتعالوا صلّوا معي كي لا يطيل الله ألمي! أنا أعلم أنني سأصاب بالمرض المخيف، ولكني سأحاول ألّا أوذي أحدًا!

إنطلق الحدّاد إلى دكانه، وربط نفسه بسلسلة، لفّ أحد طرفيها حوله ثم أحكم ربط طرفها الآخر في السندان، بحيث لا تستطيع قوّة أن تفكها.

وإذ فعل هذا إلتفت إلى أصدقائه وقال : الآن أنتم في أمان.

هاتوا لي طعامًا طالما كنت في حالة جيدة، وإبتعدوا عنّي إذا ما ظهرت أعراض المرض.

أمّا عائلتي فإنّني أتركها في حماية الله!!

وظهرت عليه أعراض المرض، وبقي تسعة أيام يتألّم ألامًا مبرّحة ثم مات!! 

مات موتًا مجيدًا من أجل أحبائه!


العِبــــــــــرة


هكذا فعل يسوع على الصليب ضحّى بنفسه ليخلّصنا من خطايانا وهذا مطلوب من كل واحد منا على طريقته.


نلتقي غداً بخبريّة جديدة


#خبريّة وعبرة

/الخوري جان بيار الخوري/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.