HTML مخصص
09 Feb
09Feb


في أحراش غابات أمريكا الجنوبية يتجوّل الصيّادون في مواسم الصيد..
حيث تمتلئ حياتهم بالمغامرات المثيرة.

وقد روى أحدهم القصة التالية.. يقول :

بعد جولة نهارية مرهقة بين الأحراش.. جلست على جذع شجرة لأستريح.. وفيما أنا جالس.. شدّ إنتباهي صرخات عصفورة صغيرة.. كانت ترف على عشها في خوف شديد، وقد بدى واضحاً أنها تواجه موقفاً عصيباً!

إقتربت من مصدر الصوت في أعلى الشجرة المجاورة.. فتبين لي سرّ إنزعاجها.. فقد كانت هناك أفعى كبيرة تزحف صاعدة فوق الشجرة.. وعيناها شاخصتان إلى العش حيث يرقد أفراخ العصفورة الأم.


وبينما كانت الأم تصرخ جزعاً وخوفاً على عيالها.. رأيت العصفور الأب يطير بعيداً.. ويجول في الهواء وكأنه يبحث عن شيء ما.. وبعد لحظات عاد وهو يحمل في منقاره غصناً صغيراً مُغطى بالورق.. ثم إقترب من العش حيث كانت العصفورة تحتضن صغارها.

فوضع الغصن الصغير فوقهم، وغطاهم بأوراقه العريضة.. ثم وقف فوق غصن قريب يراقب الموقف.. وينتظر وصول العدو!


فقلت لنفسي :

كم هو ساذج هذا العصفور.
أيحسب أن الأفعى الماكرة سوف تُخدع بهذه الحيلة البسيطة؟!

ومرّت لحظات من التوتّر قبل أن تصل الأفعى إلى الموقع.. وإلتفت حول غصن قريب.. وعندما إقتربت من العش رفعت رأسها الكبير إستعداداً لإقتحامه.


كان واضحاً أنّ كل شيء قد إنتهى تماماً.. غير أنّ ما حدث بعد ذلك كان مثيراً جداً.. ففي اللحظة التي همّت الأفعى بإقتحام العش.. توقّفت وإستدارت.. ثم تحوّلت فجأة وأسرعت مبتعدة عن العش وكأنها أصيبت برصاص بندقية!

وهبطت الأفعى عائدة إلى حيث أتت.. وقد بدى إضطرابها واضحاً!


ولم أفهم ما حدث.. لكني رأيت العصفور الأب يعود إلى العش لترتفع صوصوات العائلة السعيدة فرحاً بالنجاة.

ويزيح الغصن من فوق الأفراخ فيسقطه إلى الأرض.. فإلتقطت الغصن وإحتفظت به حتى إلتقيت بأحد خبراء الحياة البيولوجية في الأحراش اللاتينية.

فقال لي أنّ هذه الأوراق تحتوي على مادّة شديدة السميّة قاتلة للأفاعي ..

حتى أنها تخاف رؤيتها.. وترتعب من رائحتها.. وتهرب من ملامستها!

وتعجبت من تلك القوانين المنضبطة التي تحكم الحياة بدقائقها المثيرة..

فتساند الضعيف.. وتتصدى للقوي.. وتمنح العصفور الصغير علماً ومعرفة وحكمة وشجاعة وحباً وأبوّة كهذه!


🔘 لقد وضع الله تخطيطاً محكماً لجميع مفردات الحياة.. صغيرها وكبيرها.

فالذي علّم العصفور أنّ هذه الأوراق فيها سم قاتل تخافه الحيات ، لن يتركك وقت الشدائد وسيلهمك التصرّف السليم لتخرج منها معافى ، فلا تقلق على حياتك ولا على رزقك..


سبحانك ربي ما أعظمك...
والله معكن ...

أضغط هنا... للإنتقال إلى صفحاتنا على سوشيال ميديا

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.