HTML مخصص
20 Jan
20Jan



ألقتها أرملة في البحر خوفًا من تدميرها.. وأنقذها الرهبان.


هي الأيقونة الموجودة فى الجبل المقدس بدير إيفيرون، ويعود تاريخها إلى زمن الملك ثاوفيلس المحارب للأيقونات فى القرن التاسع، الذى إضطهد المؤمنين بشكل عنيف، فكان يرسل الجنود إلى المدن والقرى ليفتشوا الكنائس وينزعوا الأيقونات المقدسة ويحرقونها بالنار، ليس فقط من الكنائس بل من البيوت أيضًا.


في ذلك الوقت كانت أرملة تقية تسكن فى مدينة نيقية، كانت غنية جدًا، هذه الأرملة إبتنت لها كنيسة بالقرب من منزلها ووضعت هذه الأيقونة فيها، وعندما جاء جنود الملك بقصد إتلاف الأيقونات الموجودة في مدينة نيقية، فعندما وصلوا إلى بيت الأرملة وشاهدوا الأيقونة فرحوا، وحاولوا إبتزازها بالحصول على أموالها، وإلا فسوف يتلفون أيقونتها وتعذيبها.


فطلبت الأرملة مهلة إلى اليوم التالي، فأجابوها بالموافقة.


وعندما إنصرف الجنود، دخلت الكنيسة مع إبنها وبدأت تصلّي بخشوع ودموع، ثم نهضت وأخذت مع إبنها تلك الأيقونة، وإنطلقت بها إلى الشاطئ، فصلّت ثانية متضرّعة إلى السيدة العذراء كي تنجّيهما من الجنود الكفرة، وأن تحفظ الأيقونة سالمة.


وهكذا رمت الأيقونة في البحر، فسارت الأيقونة مستوية على وجه البحر.


وعادت هذه الأرملة مع إبنها ممجّدة الله، وعندما وصلت إلى بيتها، طلبت من إبنها أن يسافر بعيدًا عن مدينته من وجه الجنود، وأنها مستعدة أن تتحمّل العذاب من أجل المسيح.


إنطلق الشاب إلى مدينة تسالونيكي، وأقام فيها وقتًا، ثم ذهب إلى جبل آثوس حيث دخل إلى دير إيفيرون، وعاش حياة رهبانية جيدة، في أثناء حياته قصَّ خبر هذه الأيقونة على أحد إخوته الرهبان، فدُوّنت هذه الحادثة في سجلات الدير.


وبعد سنين طويلة كان بعض الرهبان من هذا الدير جالسين على شاطئ البحر، فظهر لهم فجأة عمود نار فى البحر فصرخوا قائلين : «يارب ارحم»، وشيئًا فشيئًا تبين أن هذا العمود الناري كان مرتفعًا من أيقونة مستوية على سطح البحر.


في هذه الأثناء ظهرت السيدة العذراء لراهب ناسك إسمه جبرائيل، وأعلنت له عن سرّ هذه الأيقونة، وطلبت منه أن ينزل إلى البحر ليأخذها وأن يحتفظوا بها فى ديرهم، فأعلن ذلك الراهب لرئيس الدير بأمر تلك الرؤيا، وهكذا نزلوا مع باقي الإخوة بالصلوات والإبتهالات إلى شاطئ البحر، فنزل الناسك جبرائيل في الماء، وأخذ الأيقونة بذراعيه ومشى على سطح البحر كأنه على اليابسة.


ثم نقلوها إلى هيكل كنيسة الدير الكبرى.

في صباح اليوم التالي وقبل صلاة السحَر، دخل الراهب المسؤول عن خدمة الكنيسة فلم يجد فيها الأيقونة المقدّسة، وبعد التفتيش الطويل وجدها الرهبان على الحائط فوق باب الدير، فنقلوها إلى مكانها الأول.


تكرّرت هذه الحادثة عدّة مرّات، إلى أن ظهرت السيدة العذراء لجبرائيل الراهب، وأعلنت له عن رغبتها في بقاء أيقونتها فوق الباب قائلة له :

«إنني لا أرغب في أن تحرسوني أنتم، بل أنا أريد أن أكون الحارسة لكم».


فلمّا سمع الإخوة من جبرائيل هذه الرؤيا، شيّدوا كنيسة قرب باب الدير، وأقاموا فيها الأيقونة المقدّسة العجائبيّة.


ولذلك سمّيت «العذراء البوابة».


أما المعجزات والأشفية التي تمّت عبر هذه الأيقونة فلا تحصى، وكان خير دليل على عجائبها هو أثر الجرح فيها على وجنة والدة الإله.


قصة هذا الجرح كانت عندما إتفق فى أحد الأيام مجموعة من اللصوص البرابرة لغزو الجبل المقدس والإستيلاء على كنوزه.


وصلوا إلى دير إيفيرون، وبعد أن إستولوا على كنوزه وقتلوا عددًا كبيرًا من الرهبان، وكان زعيمهم ممتلئًا من الشر، فإتجه إلى هذه الأيقونة ونظر بإستهزاء قائلًا :

«ألستم تكرّمون هذه المرأة مع ولدها، فلماذا لم تتدخل لمساعدتكم»

وأخذ رمحه ورمى به تلك الأيقونة، فأصاب خدّ السيدة العذراء، وفي الحال ظهرت معجزة الله بأن خرج الدم من الأيقونة المرسومة على الخشب.


عندما رأى ذلك البربريّ، خاف خوفًا عظيمًا، وآمن بقدرة السيّد المسيح وأمه.

لذلك أعاد كل ما سرق من الدير، وأخرج من جيبه دينارًا عربيًا ووضعه أمام الأيقونة، وهو موجود حتى الآن، وطلب من الرهبان الباقين أن يقبلوا توبته، فقبلوا بفرح توبة ذلك اللص، وبعد أن أبدى توبة حقيقية، إقتبل المعمودية المقدّسة وتوشّح بالإسكيم الرهبانيّ.


وعندما أرادوا تسميته، قال لهم :
«أنا بربريّ وأرجو أن يبقى إسمي بربريّ، لأنّه لا يليق بي أن آخذ إسم أحد القدّيسين ، فكان إسمه فرفروس، وسار فى حياته الرهبانيّة بجدّ وتعب، وأصبح فيما بعد قديسًا من قدّيسي الكنيسة.


وعندما قامت الحرب بين روسيا وتركيا، ثارت فى الجبل الإضطرابات والمخاوف، حتى أنّ كثيرًا من الرهبان تركوا الأديرة وهربوا، فكانت النتيجة أنه بعد أن كان عدد الرهبان أربعين ألفًا، أصبح في القرن التاسع عشر حوالى ألفاً فقط.


وهؤلاء أيضًا أرادوا الفرار والهرب لأنهم قالوا بأنّ السيدة العذراء لم تعد تهتم بالجبل أو بحديقتها.


ولكن السيدة العذراء ظهرت لكثير من الآباء وسكان البراري، وقالت لهم :

«لماذا تخافون هذا الخوف الشديد، إنّ هذه الأخطار ستمضي، وسيعود الجبل يحفل، أخبركم بأن أيقونتي البوابة ما دامت في الجبل المقدّس في دير إيفيرون، فلا تخافوا شيئًا وعيشوا فى صوامعكم. ولكن عندما أختفي من الدير، فليأخذ كل منكم أغراضه ويذهب حيث يشاء».


وهكذا التقليد في الجبل مستمرّ بتفقّد هذه الأيقونة.


وفي كل عام في أسبوع التجديدات، يقومون بزفّةٍ عظيمة لهذه الأيقونة؛ حيث يجتمع عدد كبير من الرهبان من كل أديار الجبل المقدس.


يلي القصة،  أيقونة " العذراء البوّابة "، وثمّ فيديو صغير يروي قصة " عذراء البوّابة ".


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.