29 Apr
29Apr

وحده التلميذ الَّذي يقف عند صليب الربّ يستطيع أن يدرك أعماله وحضوره في أصغر تفاصيل حياته!

يراه في أفراد عائلته، في أفراحهم وشجونهم، في ضيقاتهم وتطلّعاتهم، في نجاحهم وفي إخفاقاتهم...

يراه في محيطه الضيق، في بائع الخبز النشيط، في عامل التنظيف المثابر، في الموظف الأمين، في الأستاذ المحبّ والمدير الحكيم...

يراه في تتابع الفصول، في إنتظام المواسم، في جمال مخلوقاته...

يراه أيضاً في معجزاته اليوميّة،في قدرته وفائق رحمته، عاملاً في الأزمنة، محوّلاً شرور الناس ومظالم الأسياد، كوارث الطبيعة وأهوال الحروب، إلى كلّ خير وصلاح لخلاص نفوس محبّيه...


"وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ."
(رو ٨: ٢٨)

عندها فقط يدرك حلاوة الصليب وآلامه حبًّا بالإله المتألّم المصلوب، يراه منذ الآن في أوجاع خليقته الَّتي تتمخض توقاً للقائه وشوقاً للإتّحاد به!

المسيح قام حقًّا قام!


/جيزل فرح طربيه/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.