HTML مخصص
16 May
16May

في ذات يوم حلمتُ بأنّني في السماء، وإذ بي أرى جمعاً غفيراً من الملائكة، منهمكين في الكتابة، كلّ واحدٍ على سجلٍّ كبير، وأمامه محبرة كُتب عليها "حبر أبديّ".

إقتربت من أحدهم وإذ بالسجل الَّذي يُدوّن عليه أسود اللون، وأمّا الكلمات الَّتي دوّنت فيه، فلم أقدر أن أقرأها، إذ كانت في لغّة غريبة جدًّا، لكنّها كانت سوداء، تبدو مخيفة ومرعبة.

كان الملاك يكتب ويكتب، وحالما إمتلأت صفحة، كان الملاك يفتح صفحة جديدة ويتابع عمله، فكان السجل ملآناً لا تتخلّله سوى بعض الأسطر القليلة الفارغة، أمّا معظمه فكان رُعباً وظلمة.

وهذه كانت حالة ذلك السجل، إذ كان يُكتمل بهذه الطريقة.


تركتُ الملاك الأوّل وإتّجهتُ نحو ملاكٍ آخر، وإذ به أيضاً يكتب ويكتب بدون توقّف.

لكن الأمر الغريب في ذلك، أنّه حالما لمس ذلك الحبر ورق السجل، أصبح لا لون له، وبدا وكأنّه لم يكتب أي شيء.

لم يكترث الملاك لما كان يحصل، فكان وكأنّه يضيّع وقته سدى.

يا للعجب!

وما فاجأني، وهو يكتب، بقيت تلك الكلمات على ذلك السطر الَّذي كان يكتبه، كان لونها جميل جدًّا، تبدو وكأنّها تبرق من شدّة لمعانها وجمالها، فنظرتُ وإذ بإبتسامة على وجه الملاك.

أخذ ذلك السجل يمتلئ، ولكن معظمه كان فارغاً، سوى الأسطر والكلمات القليلة جدًّا الَّتي كانت تلمع هنا وهناك...

لقد كان الجميع يستخدمون نفس الحبر، لكن ما هذا السرّ العجيب في ذلك الحبر؟

فسألتُ إحدى الملائكة : هل لك أن تخبرني عن أمر تلك السجلّات وذلك الحبر؟

فإلتفت نحوي قائلاً :

إنّ لكلِّ إنسانٍ على قيد الحياة سجلّ مفتوح، وفي هذا السجل، يُدَوَّنُ عليه كل قول أو فعل خيراً كان أم شرًّا.

سألته لكن ما أمر الحبر العجيب هذا؟

أجابني قائلاِ...

إن هذا الحبر الأبديّ هو من صنع الله...... فنحن علينا أن نكتب بأمانة كلّ ما يفعله البشر، أمّا ذلك الحبر الأبديّ، فهو يبقى فقط ما هو أبديّ، ويخصّ الله، وأمَّا كلّ شيء لا قيمة له في الأبديّة فليس له أي أثر.

فالسجلّ الأسود والمرعب الَّذي رأيته، مدوّن عليه كل خطايا ذلك الإنسان، إذ لا بدّ أن يقف ذات يوم، أمام الله الديّان، وتُفتح الأسفار والسجلّات... إنّ الكثيرين يزعمون بأنّ أعمالهم الصالحة تغفر لهم الخطايا وتدخلهم السماء... لكن وبكلّ أسف، كان على ذلك الإنسان، أن يتوب، ويقبل غفران إبن الله، الَّذي مات لأجله، فتُمحى خطاياه كلّها...

ومن ثمّ تصبح أعماله الصالحة مقبولة لدى الله ولها قيمة في الأبديّة...

أمّا السجلّ الآخر الَّذي نظرت، فهذا الإنسان، قَبِلَ موت المسيح من أجله، فغُفرت خطاياه، وما يصنعه من أجل المسيح سيبقى فقط...

إسمع ما قاله الملك داود حين أخطأ: إليك وحدك أخطأت والشرّ قدّام عينيك فعلت... فخطيئة الإنسان موجّهة ضدّ الله الَّذي قال لا تخطئ... قال الملك داود : لأنّك لا تسرّ بذبيحة وإلّا فكنتُ أقدّمها. بمحرقة لا ترضى‎. إنّ أعمالي وأعمالك الصالحة لا تمحو الخطايا...

فقط موت المسيح يمحي الخطايا... فلا نقدر أن نشتري السماء لا بأموالنا ولا بأعمالنا...

ّ‎الله الآن يأمر جميع الناس في كلمكان أن يتوبوا متغاضياً عن أزمنة الجهل‎.





صديقي...


إن أردتَ أن يغفر الله خطاياك فصلّي وأطلب منه من كل قلبك فيغفر لك خطاياك... إعترف عند الكاهن وقُل له :

يا رب أنا خاطئ... وأنت أتيتَ كي تُخلِّص الخطأة نظيري...
أرجوك أن تغفر خطاياي، وتقبلني إبناِ لك.
أشكرك لأنّك صُلبت من أجلي أنا...
أشكرك لأنّك تحبّني ولأنّك تسمع الآن صلاتي يا الله... إقبلني... بإسم الربّ يسوع المسيح الَّذي هو أيضاِ إسم الآب والإبن والروح القدس. آميـــــــن.



#خبريّة وعبرة
خدّام الربّ ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.