HTML مخصص
15 May
15May

بينما كنتُ في زيارة لصديق لي في ملبورن أستراليا، وجدتُ عنده في البيت غزالة محنّطة، لم تزل تحتفظ بجمالها ورِقَّة نظرها.

بادرتُ إلى مضيفي سائلاً إيّاه، وكم من الدولارات دفعتَ لقائها.


فأجابني لقد إصطدتها بنفسي في مقاطعة نوفا سكوشيا / كندا.

فسألته وهل يُسمح بِصيد الغزلان في كندا؟

سرّحتُ أنظار صديقي، وكأنّه ينظر لوادي سحيق من الذكريات.

وأجابني نعم مسموح صيد الغزلان في كندا، فلقد كان صيد الغزلان هوايتي المحبّبة، إلى أن تركتها إلى الأبد، بعد ذاك اليوم المشؤوم.


ساد الصمت لحظات، حسبته دهراً من الزمن.

ثمّ أردف قائلاً : رغم أنّي لا أحبّ أن أتذكّر ذلك اليوم، ولكنّني سأحكي لك بإختصار ما حصل.


كنّا مجموعة من الأصدقاء نذهب معاً لصيد الغزلان، وكان لي صديق حميم إسمه سميث.

وفي ذلك اليوم ذهبنا معاً، وكان سميث يصطحب معه إبنه الوحيد بيتر البالغ من العمر ١٩ سنة.

وكان بيتر قد أخذ رخصة جديدة لبنادق صيد الغزلان.

وكالعادة، وقبل الظلام بساعتين تقريباً، أخذ كلٌّ منّا مكانه خلف شجيرة.

وكان علينا أن نصبر حتّى تأتي الغزلان عندما يرخي الليل سدوله.

وحسب القوانين الكنديّة : يُمنع الصيد إذا صار الظلام دامساً.

جلس سميث خلف شجيرة قريبة منّي، بينما إختار إبنه بيتر أن يختبئ خلف شجيرة أبعد.

وتأخّر وصول الغزلان في ذلك اليوم، ولكن الصيد يعني الصبر والسكون.


وفجأة خرجت الطلقات الناريّة من بندقيّة صديقي سميث، وهو يصرخ أصبتها.. لقد سقطت خلف الشجيرات.

فإنتظرنا لحظات لنرى هل ما زالت تتحرّك الغزالة أم لا، كانت لم تزل تتحرّك ببطئ، لكنّها لا شكّ أُصيبت ووقعت.

وضع سميث خرطوشاً جديداً في بندقيّته، وإنطلق ببطئ نحوها، بينما سرنا جميعاً وراءه لمساعدته وعلامات النصر والفرح على وجوهنا.

وصل أوَّلاً سميث إذ كان يراقب أين سقطت الغزالة، وإذ به يسقط على الأرض منهاراً، وهو يَئِنّ، فإقتربتُ منه لأرى ما حصل، فوجدته واقعاً فوق إبنه بيتر الَّذي كان قد ترك الشجيرة، الَّتي كان مختبئًا وراءها، فلقد إصطاد إبنه، ولم تكن لحظات حتّى فارق الحياة وسط بركة من الدماء.


رأيتُ سميث مرتمياً فوق إبنه الوحيد، حاضنا إيّاه، وهو يتمرّغ بدماءه ويصرخ مهستراً، لا ... لا تمت يا إبني ... أنا أحبّك أنا أحبّك.






صديقي :

إنّ هذه الحادثة تذكّرنا بقصّة أخرى، عن أب آخر، كتب عنه في رومية ٨: ٣٢ (الله) الذي لم يشفق على إبنه بل بذله لأجلنا أجمعين.

وفي يوحنّا ٣: ١٦ لأنّه هكذا أحبّ الله العالم حتّى بذل إبنه الوحيد.

لقد أطلق سميث، جهلاً وتسرّعاً رصاصاته على إبنه إذ كان قد تحرّك من مكانه قبل الميعاد، وذلك لأجل غزالة.

ولكنّ الله، سكب كلّ جامات غضبه، على إبنه في الصليب، أطلق عليه كل رصاصات دينونة خطايانا، في ساعات الظلام، لم يكن ذلك صدفة أو خطأً، بل كان تضحية ومحبّة لك ولي.

فقد جاء المسيح خصّيصاً، وبملء إرادته ليموت لأجلنا.

لأنّه جعل الَّذي لم يعرف خطيئة لأجلنا لنصير نحن برّ الله فيه.



#خبريّة وعبرة
خدّام الرب ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.