07 Feb
07Feb

شبه المسيح أولاده بالملح الذي يملح الأرض، أي البشر الأرضيين المرتبطين بالعالم.

ويتميز الملح بذوبانه في الطعام، فيعطى مذاقا أفضل، دون أن يلغى طعمه الأصلى، مثل المسيحي الذي يؤثر في الآخرين فيصيروا في حياة أفضل، ولا يفقدوا شخصياتهم الخاصة.

والملح رخيص ومنتشر في العالم كله بسهولة، مثل المسيحي المتضع الذي تنتشر خدمته لكل إنسان.

والملح أبيض اللون، فيرمز للنقاوة والطهارة.

ويستخدم أيضًا في حفظ الأطعمة من الفساد، كما أن المسيحي يحفظ نفسه ومَن حوله ويثبتهم في الحياة مع الله.

المشكلة الحقيقية، هي أن يفسد الملح الذي نعتمد عليه في إصلاح الجميع.

ومتى يفسد الملح؟

(١) إذا اختلط بمواد غريبة، فيضعف تأثيره، مثل اختلاط المسيحي بالأشرار وتأثره بهم.

(٢) دخول رطوبة عليه فتضعف ملوحته، وهذا يرمز للتنعم والتلذذ براحة الجسد، وشهوات الحياة الفاسدة.

(٣) إذا اختلط بالماء ومر فيه تيار كهربائى، يتحول إلى مواد ضارة مثل الصودا الكاوية، وهذا يرمز لخضوع المسيحي لقوى العالم الشريرة، مثل التعلق بمحبة المال والشهوات المختلفة، فتملأ قلبه وتغيّره عن طبعه، ويصبح ضارا ومفسدا للمحيطين به الذين يرونه قدوة، فيصبح مُعثرا لهم.


حينئذ تظهر مشكلة، ألا وهي: بماذا نُملّح أو نصلح الآخرين؟ ومن ناحية أخرى: ماذا نصنع بهذا الملح الفاسد؟ إنه فقد عمله وهدف وجوده في الحياة، فلا ينتظره إلا أن يُلقَى خارج الملكوت، ويعانى آلام الدوس، أي العذاب الآبدى، والسحق الذي لا ينتهى.

يشبّه المسيحي بالنور الذي وظيفته أن ينير للآخرين، وهو يتميز بما يلى:

(١) يرشد الآخرين في طريق حياتهم.

(٢) يكشف لهم الشر وكل ما يضرهم ليبتعدوا عنه.

(٣) يساعدهم على عمل الخير، فالعمل يكون في النور وليس في الظلمة.

(٤) النور قوى، لا يخاف الظلام، أي الشر، بل إن الظلمة تهرب منه.

فلابدّ أن يكون المسيحي في سمو حياة روحية كمدينة مبنية على جبل، لا يمكن إخفاء نورها، مثل القمر الذي يضىء العالم بنوره العاكس لضوء الشمس التي هي الله، فهو يطالبنا أن ننير العالم كله بحياتتنا الصالحة.

يشبّه أيضًا حياة المسيحي بسراج (مصباح أو قنديل) في بيت، الهدف منه إنارة هذا البيت، ويوضع على منارة أو مكان مرتفع ليصل نوره إلى كل أرجاء البيت؛ ومن غير المنطقي أن يوضع فوق السراج مكيال ليخفى ضوءه."المكيال": هو وعاء ذو فوهة ضيقة وقاعدة أكبر، يستخدم لتعيين حجم الحبوب عند بيعها، فإذا وُضع فوق السراج يخفى ضوءه تمامًا.

وهو يرمز للماديات والقياسات العقلية، وهموم العالم التي تمنع انطلاق النور ’’نور عمل الروح القدس فينا‘‘ ليضىء للآخرين.


يطالبنا بالقدوة للآخرين في الأعمال الصالحة، فيروا المسيح فينا، وعمل روحه القدّوس، فيمجدوا الله وينجذبوا للحياة معه، ولا يكون غرضنا من الأعمال الصالحة الكبرياء ومديح الناس ومجد أنفسنا، بل نسلك بالبر من أجل الله كقدوة للآخرين، فنجذب القلوب لمحبة الله.

إنّ لك دور أساسى في العالم، وهو إظهار المسيح في كلامك وتصرفاتك في كل مكان تذهب إليه أو توجد فيه.

فاسأل نفسك في نهاية كل يوم، هل أظهرت المسيح في بيتك وعملك وكل مكان ذهبت إليه؟ حتى تتوب عن خطاياك وتدقق في سلوكك، فتربح نفسك ومن حولك.


/خادم كلمة الربّ/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.