HTML مخصص
19 Mar
19Mar

كانت كَفْرَنَاحُومَ المركز الذي استخدمه المسيح أثناء كرازته في الجليل، فكان يخرج منها للقرى ويعود إليها.

أما البيت المشار إليه، فيرى الكثيرون أنه بيت بطرس الرسول.

وعند دخوله، ازدحم البيت، ولم يعد مكانا لإنسان.

وبدلًا من أن يأخذ المسيح قسطا من الراحة، بعد غياب أيام، بدأ في تعليم الجمع داخل البيت.


† يا سيدى... لم تعرف راحة طوال رحلة تجسدك، لتريحنا نحن بكلامك وتعليمك وفدائك... علّمنا أن نتعب نحن أيضًا من أجل الآخرين، كاسرين سجون أنانيتنا، وأن نستغل كل فرصة لنتحدث عنك مع الآخرين.

"مفلوجا": أي مشلولا.

"يحمله أربعة": أي أن شلله شمل جسده كله.

والأربعة رجال يشيرون إلى الأربعة أناجيل الذين يحملون الخاطئ (المشلول) إلى المسيح، أو يمثلون الكنيسة التى، بشفاعة صلواتها، تحمل الخطاة للتوبة.

وبسبب الزحام، وعدم قدرتهم على المرور للمسيح، صعدوا إلى سقف البيت (المغطى بألواح خشبية وبعض الأغصان)، ونقبوه، أي تمكنوا من فتح مكان به، وأنزلوا المفلوج بفراشه أمام المسيح عن طريق الحبال.


أُعْجِبَ المسيح بإيمانهم وجهادهم، بما فيه من مثابرة وتعب، فقال للمفلوج: "يا بنى (أي أعاد له بنوّته)، مغفورة لك خطاياك."

فمنحه بذلك الشفاء الروحي قبل الجسدي، بينما في شفاء مفلوج بركة بيت حسدا، منحه الرب الشفاء الجسدي أولا، وذلك لأنه كان يائسا ومحطما، وليس له أحد (يو ٥: ٥-٩).


† وهذا يعلّمنا أن الله، في محبته لنا، يعامل كل منا بحسب احتياجه.

أما الكتبة معلمي الشريعة الحاضرين بالبيت، فقد أدانوا المسيح على قوله واعتبروه تجديفا.

"تجاديف": التجديف هو كل ما يسىء إلى الله أو شريعته، فمن ذا الذي يستطيع مغفرة الخطايا سوى الله وحده؟ وبالتالي، التجديف هنا هو ادعاء الألوهية.

"شعر... بروحه": أي عرف بلاهوته، وهو الفاحص القلوب والأفكار، ولهذا فاجأهم بمعرفته بما هو في داخلهم، وسألهم: أيهما أسهل، أن يقال للرجل: مغفورة لك خطاياك، أم أن يأمره بحمل سريره ويمشى؟ ولم يكن المسيح ينتظر جوابا، بل أراد أن يعلن لهم أنه، وحده، صاحب السلطان على الشفاء الروحي والشفاء الجسدي، بمغفرة الخطايا والإقامة من المرض الميئوس منه.

مغفرة الخطايا عمل روحي خفى لا يراه الإنسان، وبالتالي يمكن الشك، هل فعلا غُفرت، أم أن هذا {الغافر} إنسان مجدف ومضل، ولا يمكن إثبات دعواه.

ولهذا، أمر الرب المفلوج بالقيام وحمل سريره والرجوع لأهله، وهو العمل الذي كانوا يظنون أنه الأصعب! فالمسيح، بجانب معجزة الشفاء، قدم للكتبة البرهان العملى على سلطانه في المغفرة.

"فقام للوقت": أي فورا، ودون مساعدة من أحد، وخرج ماشيا، حتى اندهش جميع من في البيت وخارجه، وقدّموا مجدا لله ولاسمه المبارك، معترفين أنهم طوال حياتهم لم يروا ولم يسمعوا مثل هذا.


† لا زال منظر الأصدقاء الأربعة ماثلا أمام عيوننا، فهم مثال للخدمة الباذلة والمضحية من أجل الآخرين.

قد لا تكون لك يا صديقى خدمة منتظمة في الكنيسة.

ولكن، هل أنت حريص على الأقل أن تحمل أهل بيتك إلى المسيح، أو تأتي بالمسيح إليهم عن طريق حديثك أو صلاتك أو قراءتك للكتاب المقدس معهم؟

إحترس فإن لم تغرس فيهم المسيح، سيغرس العالم فيهم سمومه.


/خادم كلمة الربّ/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.