HTML مخصص
17 Sep
17Sep

ما أبعد فكر الله وما أبعد منطق الإنجيل، كلمة الله، عن منطق وفكر البشر!


تغزو كتب التنمية البشريّة وتحفيز وتحقيق الذات رفوف المكتبات و تلقى رواجاً منقطع النظير، حتّى أنّ البعض يتجرَّأون ويتكلَّمون عن ديانة جديدة، هي "ديانة تطوير الذات" !


من عناوينها :

كيف تصبح غنيّاً في عشرة دروس، كيف تحقِّق أهدافك، الخطوات السبع للنجاح، كيف تكون ذكيّاً، كيف تقنع الآخرين وتسيطر عليهم، برمج عقلك، الشفاء الذاتي بقوّة العقل، أطلق قدراتك الخفيّة واللامحدودة .... وما شابه من الوعود الكاذبة والواعدة!


يغلب في هذه الكتب محوريّة الذات والكبرياء والأنانيَّة والإهتمام المفرط بالأنا والمصلحة الشخصيَّة لدرجة تحقيق الرغبات الشخصيَّة على حساب الآخرين، مهما كان الثمن ومهما كانت الوسيلة على علاتها!


لا قِيَم إنجيليَّة ولا بذل للذَّات ولا محبّة، بل إهتمام يأخذ بالقلب والعقل، بحركات البورصة والمعادن والذهب والعملات، إستراتيجيَّات التسويق والمضاربة، ساعات إلكترونية وبرامج تراقب حركات التنفُّس ودقّات القلب ومستويات السكّر والكولسترول وما شابه، لمعرفة الحالة الصحيّة وتحسين القدرات الجسديَّة، وإتِّباع معايير الجمال وآخر صرعات الموضة!


أين حمل الصليب والكفر بالذات؟؟

أين حمل الصليب وإتِّباع المسيح وبذل الذات؟؟

أمور قد عفا عنها الزمن!!


مَنْ مِنَّا لم يسمع بعد نصيحة الرسول بولس إلى أهل أفسس؟
"لاَ تَسْلُكُوا فِي مَا بَعْدُ كَمَا يَسْلُكُ سَائِرُ الأُمَمِ أَيْضًا بِبُطْلِ ذِهْنِهِمْ، إِذْ هُمْ مُظْلِمُو الْفِكْرِ، وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ اللهِ لِسَبَبِ الْجَهْلِ الَّذِي فِيهِمْ بِسَبَبِ غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ."

(أف ٤: ١٧، ١٨)


يا رب إرحمنا !


/جيزل فرح طربيه/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.