HTML مخصص
11 Oct
11Oct

إستعدّ البلجيكي ( بيبر كوليفورد ) للمقابلة الوظيفيّة الَّتي تنتظره في اليوم المقبل لوظيفة مساعد طبيب أسنان في بروكسل.


قام بإرتداء قميصه السماويّ للمرَّة الحادية عشر الَّذي إشتراه خصِّيصاً لھذه المقابلة !


إستيقظ مُبكرًا جدًّا ، جاهزًا للمقابلة ، بحث عن محفظته الَّتي يضع فيھا بطاقته و نقوده ، لكن لم يجدها !


قلب الغرفة رأسًا على عقب لكن ، دون جدوى !


فتَّش عنھا في كلِّ مكان بلا نتيجة !


كان الوقت يمرّ سريعًا جدًّا جدًّا ، كانت المرَّة الوحيدة الَّتي فكَّر فيھا تحطيم ساعته الَّتي ورثھا من عمّه، ليضع حدًّا لنزيف الوقت، لم يبقى على موعده سوى ساعة فقط، والحافلة الَّتي ستنقله تحتاج إلى ٤٠ دقيقة ؟!


كان في حيرة ؟


هل يواصل البحث أم يذهب !


لو واصل البحث لن يدخل المقابلة لتأخُّره.


و لو ذهب لن يدخل فلا يحمل إثباتًا لھويَّته.


ولكن قرَّر أن يذهب لكن الحافلة تأخَّرت أكثر من نصف ساعة !!! ووصل إلى الموعد متأخِّراً ربع ساعة.


وجد موظَّف يقول له :

لن تحصل على هذه الوظيفة فمن لا يحترم الوقت.. لن يجد من يحترمه و أخرجه !


خرج و الدموع تحتشد في محاجره ، عاد إلى منزله يجرُّ أذيال الخيبة ، فإضطرَّ إلى قبول عرض آخر تلقّاه لشغل وظيفة في استديو للرسم ، وافق لتسديد إلتزاماته الماديَّة.


لم يكن العرض مغريًا فـالعمل طويل و الراتب زهيد !


لكن بيبر وجد نفسه في الإستديو ..... رجع إلى هواية الرسم الَّذي إبتعد عنھا فترة من الزمن، عمل مع رسَّامين مُبدعين في مجلَّة لرسوم الأطفال و حقَّق نجاحًا كبيرًا !


و عُرف بإسم [ بيبو ] في سلسة [ جون وبيوت ] الكوميدية.


ظھرت شخصيَّة كارتونيَّة إبتكرها بإسم ( السنافر ) حقَّقت الشخصيَّة نجاحًا مدوِّيًا، إنتقلت من عالم الورق إلى التلفزيون و من ثمّ إلى السينما !


منذُ عام ١٩٥٨ وحتّى اللحظة باتت السنافر في كلّ مكان و بكلّ اللغَّات تھتف لھا قلوب الصغار و الكبار !

تخيلوا لو وجد ( بيبو ) محفظته في الوقت المناسب لرُبَّما أصبح مساعد طبيب أسنان مغمور !

سيموت و لن يعلم عن موته أحد !

لكنَّه مات عام ١٩٩٢ حيث إتَّشحت الصحف البلجيكيَّة بالسواد و تعاملت مع وفاته كما تتعامل مع رحيل الزعماء و القياديِّين !






عزيزي القارئ...


إنَّ ما حدث لبيبر مع وظيفة مساعد طبيب أسنان قد يحدث مع أيٍّ منّا دون أن ندري، قد نخسر فرصة نتطلَّع إليھا ولا نعلم أنَّ الخير يكمن في تركھا.


نتألَّم كثيرًا لإهدارنا فُرصة غير مدركين أنّ الغد أكثر إشراقاً .


«إذا كنت لا تعرف عنوان رزقك، فإنّ رزقك يعرف عنـــوانــك!»




#خبريّة وعبرة
خدّام الربّ ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.