HTML مخصص
22 Jan
22Jan

في بعض المناطق الصحراويَّة يوجد نبات غريب إسمه تامبل وييد Tumbleweed، وهذا النبات ينمو حيث توجد منطقة رطبة يستطيع أن يغرس فيها جذوره فتنمو أوراقه وتمتدُّ ساقه، فإذا جفَّت الرمال وإنعدمت الرطوبة خلع النبات جذوره من الأرض وإلتفَّت حول ساقه وتكوَّر على ذاته.

فيصير كرة جوفاء من الجذور والأوراق الجافَّة، تحملها الرياح وتنقلها إلى عشرات الكيلومترات على إمتداد الصحراء الواسعة.

فإذا حدث أنَّ الريح ألقته في منطقة رطبة عاد النبات يرسل جذوره مرَّة أخرى في الرِّمال فتنتعش أوراقه وتمتدُّ ساقه.

ويظلُّ كذلك إلى حين تجفّ التربة فَيَتكوَّر مرَّة أخرى ويترك نفسه للريح وهكذا تتكرَّر دورة حياة هذا النبات المسكين الَّذي ينتعش بعض الوقت ويذبل ويجفّ أغلب الوقت وهو في النهاية مجرَّد كرة من الأوراق والجذور الجافَّة الَّتي لا تثمر شيئاً فشيئاً ولا تنفع شيئاً.






العبـــــــــرة :


كثيرٌّ من الناس يعيشون حياة تشبه حياة هذا النبات فهم يتركون أنفسهم للريح ولتيَّارات هذا العالم وليس لهم جذور ثابتة في الربّ الَّذي يمتصّوا منه عصارة الحياة.

لذلك فليس لهم حياة مزهرة ولا يحملون ثمار روح الله في داخلهم فهم في أغلب أيَّام حياتهم لا شيء سوى جذور وأوراق جافَّة تقذف بها رياح العالم أينما تشاء.

لقد إبتعدوا عن الربّ ولم يثبتوا فيه فإنفصلوا عن ينابيع الإرتواء والشبع وأصبح كلٍّ منهم كائناً صحراويًّا جافًّا يطلق جذوره في ارض أطماعه الماديَّة لعلَّه يرتوي فإذا به يزداد عطشاً.

ويظلُّ طوال حياته يجري مثل هذا النبات مندفعاً بتيَّارات العالم.

فلا يحقِّق راحة النفس وتمضي به الحياة إلى جفاف روحي.

لقد أصبحت حياته رمالاً وصخوراً وجبالاً.

ولن يستطيع أن يصبح بستانًا نضرًا مثمرًا إلَّا إذا عاد إلى حياة الإرتواء والشبع بالربّ ليمتصّ منه عصارة الحياة.


إنَّ العواصف تهبُّ ولكنَّها لا تعصف بكلِّ شيء، قد تهدم الكوخ الضعيف ولكنَّها لا تزحزح الجبل الراسخ.

تهزُّ شجيرة صغيرة ولكنَّها لا تؤثِّر في البلّوطة القويَّة.


فمن أنت وإلى أيِّ فريقٍ تنتمي؟


كُن جبلًا راسخًا لا تهزّه العواصف..

لا تجعل التجارب تهزّك ولا الأحداث تزعجك.

إنّ العواصف إذا هبَّت تأخذ في طريقها الرمال الناعمة ولكنَّها لا تستطيع أن تجرف الصخور القويَّة الثابتة.


"أَنْتُمُ الَّذِينَ ثَبَتُوا مَعِي فِي تَجَارِبِي، وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتًا"

(لو ٢٢: ٢٨-٢٩)



#خبريّة وعبرة
خدّام الربّ ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.