HTML مخصص
24 Mar
24Mar

إذ كان جورج وماجد يتحدَّثان معًا، ينتقدان بعض الأصدقاء، فجأة قطع جورج حديثه وقال لماجد :

"ألم نتَّفق معًا أنَّه إن تحدَّث أحد منَّا بكلمة بطَّالة لا نفع فيها، أو أدان أحدنا غيره، يقول له الآخر : "لا أريد أن أسمع؟"


أرجو ألَّا تكون متزمِّتًا يا جورج؟


لا، يلزمنا أن نكون مستعدين، ماذا نقول لو جاءنا ربّ المجد يسوع الآن؛ أو إستدعى أحدنا عنده إلى الفردوس؟

صمت الءثنان قليلًا، ثمَّ قطع جورج هذا الصمت قائلًا :


"كلَّما تذكَّرت زيارة الرئيس الأمريكي راويت ديفد آيزنهاور (١٨٩٠-١٩٦٩ م) لبول دونالد هالي Paul Donald Haley يوخزني ضميري، مترقِّبًا مجيء ملك الملوك حسب وعده الإلهيّ".


سأل ماجد: "ما هي قصَّة هذه الزيارة؟"


أجاب جورج :


إذ صار الجنرال الأمريكي رئيسًا للولايات المتَّحدة الأمريكيَّة (١٩٥٣-١٩٦١) قام في إحدى سنوات رئاسته بزيارة إلى دنفر للإستجمام.


عرف الطفل الصغير بول دونالد هالي، البالغ من العمر السادسة، والَّذي كان يُعاني من مرض السرطان في مرحلته الأخيرة بزيارة الرئيس.

قال الطفل لأبيه دونالد هالي :

"إنِّي أُحبُّ الرئيس جدًّا، ومشتاق أن أراه.. كيف يُمكنني أن أراه ولو من بُعد".

أخذ الوالد إبنه في حضنه وقبَّله بإبتسامة تخفي من ورائها دموع حزنه على إبنه إذ يعلم أنَّه في أيَّامه الأخيرة.

وفي شيء من الدعابة قال لإبنه :

"أكتُب للرئيس أنَّك مشتاق أن تراه".

كتب بول للرئيس خطابًا يشرح له ظروفه ومرضه وأنَّه مشتاق أن يراه.

تأثَّر الرئيس بالخطاب.

وفي صباح الأحد طلب من سائق الليموزين أن يذهب به إلى عنوان الطفل.

قرع الرئيس الباب، وفوجئ دونالد هالي بالرئيس أمامه يطلب أن يرى إبنه بول الَّذي كان يسير خلفه.

إرتبك الرجل إذ لم يكن يتوقَّع زيارة رئيس الجمهوريَّة له، لكن الرئيس في إبتسامة لطيفة قال له :

"آسف، لم أتَّصل بك لأُحدِّد موعدًا للزيارة، لكنَّني أتيت لألتقي بالطفل العزيز بول".

إلتقى الرئيس بالطفل وحيَّاه وهو يقول له :

"لقد عرفتُ أنَّك تشتاق أن تراني، أنا أيضًا مشتاق أن أراك، لقد جئتُ إليكَ لألتقي بكَ!"


أمسك الرئيس بيد الطفل وسار معه إلى عربة الليموزين ليرى عربة الرئيس، وبعد حديث وِدِّي إستأذن الرئيس، وعاد بالطفل إلى مسكنه.


عاد الطفل ليجد والده مضطربًا.


قال الطفل لوالده :

" لماذا أنت مضطرب يا أبي؟"


أجاب الوالد :

"كيف أستقبل الرئيس بملابسي هذه، بالبنطلون الجينس والقميص بلا أكمام...؟ أهكذا يُستقبل الرئيس؟!"


بإبتسامة عريضة تكشف عن إعتزاز الطفل بزيارة الرئيس له، قال :

"إنه قد جاء من أجلي وليس من أجلك يا أبي... إنَّه يحبُّني ويشتاق أن يراني".


قال الوالد :

"إنِّي مسرور أنَّه صديقك الشخصيّ، وقد ذهب بك إلى سيَّارته لكي يُريكَ إيَّاها، وتحدَّث معكَ على إنفراد.. لكن كان يجب عليَّ ألَّا ألتقي به بهذه الملابس".


قال الطفل :

"لكنَّك لم تعرف أنَّه قادم".


أجاب الوالد :

"مادُمنا أرسلنا له خطاب كان يجب أن نتوقَّع حضوره... إنِّي مُتألِّم لأنِّي لم أكُنْ مُستعدًّا لمجيئه!"


ختم جورج القصَّة مُعلِّقًا :


"مع كُلِّ نسمةٍ من نسمات حياتي أقول لسيِّدي : "نعم، تعال أيُّها الربّ يسوع... فكيف لا أسهر مُترقبًا مجيئه؟"

إنِّي طِفلَه المريض المُشتاق إليه، بل هو أحبَّني أوَّلًا، ووعدني أنَّه قادم ليُمسك بِيَدي، يخرج بي من مسكن غربتي إلى حضن أبيه، لكنَّه لا يتحدَّث معي حديثًا ودِّيًّا مؤقَّتًا، بل أبقى معه في ميراثه، شريكًا معه في أمجاده.

يعبر بي إلى سمواته ويكشف لي عن أمجادها، ويتحدَّث معي حديث الصداقة الأبديَّة.



"يَقُولُ الشَّاهِدُ بِهذَا: «نَعَمْ! أَنَا آتِي سَرِيعًا». آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ."

(رؤ ٢٢: ٢٠)




#خبريّة وعبرة
خدّام الربّ ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.