ومن هو أهل لإستقبال الرسل القدِّيسين إلّا من كان قلبه نقيًّا طاهراً يتشوَّق لمعرفة الحقّ الإلهيّ ؟؟
كان كلّ من يزور قريتنا ينزل ضيفاً عند أبو يوسف! أكان الزائر كاهناً أو مطراناً، نائباً عن المنطقة أومسؤولاً، غريباً أو مسافراً، غنيًّا أم فقيراً...
لأنَّ أبا يوسف كان وكيلاً للوقف، وسيطاً دائماً للمصالحة بين الأزواج المتخاصمين، أو المتنازعين على ميراث، أو المختلفين على رأي ما... لأنَّ أبو يوسف كان مثل شخصيَّة "أبو ملحم" الَّتي عرفناها على شاشة التلفزيون في الزمن الجميل!
كان رجلاً تقيًّا بارًّا يخاف الله، مُواظِباً على الأصوام و الصلوات، فاعِلاً للخير يلجأ إليه كلّ من كان في ضيقة، طيِّباً لا ينطق بسباب ولا تصدر عنه لعنة، أحبَّه الجميع حتَّى من نوى معاداته فعدل فيما بعد!
لمَّا إنتقل أبو يوسف من هذه الدنيا حزنت قريتنا وبكاه الرجال والنساء، الكبار والصغار، وحمله الشباب على الأكتاف مسافة طويلة من مدخل القرية إلى الكنيسة وبقي ذكره طيِّباً لسنوات طويلة!
وحدهم المستقيمي القلوب الفائضة فيهم نعمة الله، الممتلئين محبَّة من لدنه مؤهَّلين أن يستقبلوا المسيح نفسه!