إذا أردت "الحياة" لحياتك تعال وادخل مدرسة الحب، مدرسة الصليب،تعال وانظر، واختبر، كيف يكون الحب..
افتح ذراعيك،وأبواب قلبك، لتستقبل من "تحب"..
ربما لن تجد عند "الحبيب" انصافاً لك، تشجع وافتح ذراعيك أكثر، كي تصير بنفسك صليباً، وافتح قلبك حتى تتخطى "العدل" لتصل الى الله..
تتخطى "العدل" لأنك لن تتوقف عن "السير" تجاه من تحب، وإذا تسمرت رجلاك أو يداك رغم إرادتك لن يستطيع أحد أن يوقف حركة قلبك نحو من تحب..
أليس "ظلمٌ" أن تحب من "يطعنك"، أن تسامح من "أنكرك"، أن تثق بمن "باعك"، أن تغفر لمن "صلبك"؟؟ خارجياً وظاهرياً وبشرياً نعم هذا ظلمٌ موصوف لا بل "جهالة" منك أن تفرح "بصليبك"، ولكن جوهرياً وداخلياً وروحياً هذا هو الدواء الذي يعيد لك بهجة الحياة ويعطيك سروراً أبدياً، لأنك شفيت من مرض "الانفصام" وأصبحت نفساً واحدة مع "المصلوب"..
ها أنت الان على "الصليب"، أنت على "المنارة" ، أنت "نور العالم"..
أثبت حيث أنت، لا تتنازل، لا تتراجع، سوف تساندك يد "العذراء" في حمل صليبك،في تحمل نقصك ونقص من تحب، في تخطي أنانيتك، في الخروج من ذاتك، في تحمل مرارة العمل وقساوة الأيام وغدر الغادرين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين، في تربية أولادك دون تذمر، أنت تستحق "غمرة" من "والدتك" لتكمل درب صليبك، أنت تستحق لمسة حنان وتشجيع من مريم أمك..
لا تهرب من "صليبك" لئلا تخسر "قيامتك"، لا تمقت الجمعة "العظيمة" لئلا تخسر أحد القيامة، لا تهرب من ألم "الصلب" لئلا تخسر فرح "المجد"..
اذا كان حبك فاتراً، وايمانك بارداً، تكون في صفوف من اعتبروا ان "الصَّلِيبِ ..جَهَالَةٌ" في حين أنه " قُوَّةُ اللهِ" (١ كورنثوس ١ : ١٨ )
اذا كنت تبحث عن الحرية لن تجدها إلاّ في الصليب. "الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ" ( غلاطية ٥ : ٢٤)
اذا كنت تبحث عن الحب لن تجده سوى في الصليب."ما من حب أعظم من هذا ان يبذل الانسان نفسه عن احبائه" (يوحنا ١٣: ١٥)
اذا كنت تبحث عن القوة لن تجدها سوى في الصليب الذي فيه أقوى درجات الحب وأعمقها، أليس الحب أقوى من الموت؟