HTML مخصص
05 Mar
05Mar

في عام ٢٠١١، تركت الدانماركيَّة “أنيا رينجرين” البالغة من العمر ٣٧ عامًا، بلدها الأم بأوربا – الدانمارك – لتذهب طواعية للعيش في نيجيريا بإفريقيا، والَّتي تُعدُّ واحدة من أخطر الدول للأجانب للعيش فيها.

وبمجرَّد وصولها قرَّرَت أن تركِّز كلّ مجهودها ووقتها لخدمة الأطفال المشرَّدين والمحتاجين للرعاية الطبيَّة بسبب ضعف الأمكانيَّات الماديَّة والطبيَّة.

كانت تعمل ذلك بصفة يوميَّة بمنتهى الحبّ والتضحية، حتَّى جاء اليوم الَّذي لم يكُن في حساباتها بالمرة؛ إذ تمَّ إلتقاط صُوَر لها وهي تهتمُّ بطفل في حالة مزرية وطبيَّة خطيرة؛ إذ ألقاه أهله في الشارع وهو لم يتعدَّ ٣ أعوام، بسبب إعتقادهم إنَّه سبب للشؤم والفقر والمرض، ومصدر للنحس في بيتهم حسب إعتقاداتهم.

لم يكُن أمام الطفل سوى الجوَلان "عاريًا" في شوارع القرية باحثًا عن طعامه وشرابه ما بين أكوام القمامة وبِرَك المياه، إذ كان الجميع يرفضه ويهرب منه.

تمكَّن التعب والمرض منه جدًّا، حتّى إلتقته "أنيا" جائلاً في الشوارع.

وكأوَّل ردّ فعل لها قامت بسقيه للماء، تصادف مرور صحفي فإلتقت لهما صورة سويًّا.

إنتشرت الصورة كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الإجتماعي، وتحوَّلت "أنيا" لتريند عالمي وحصلت على تعاطف الكثير من الهيئات الخيريَّة على مستوى العالم، وصنَّفتها بعض الصُحُف الدانماركيَّة كواحدة من أكثر الشخصيَّات إلهامًا للدانماركيِّين لعام ٢٠١٦.

تعلَّقت أنيا بالطفل جدًّا حتَّى أنَّها تبنَّته وأطلقت عليه إسم "هوب = أمل".

وعلى أثر تلك الصورة تلقَّت الكثير من التبرُّعات الماديَّة والَّتي إستغلَّتها في شراء قطعة أرض أقامت عليها مدرسة ومستشفى للأطفال لصالح الأطفال المشرَّدين والمطرودين من أهاليهم.

وأطلقت عليها "أرض الأمل"، ليلتقي فيها الأطفال المطرودين والمنبوذين من مجتمعهم بالأمل والراحة.


إستقرَّت "أنيا" بنيجيريا وتزوَّجت من شاب نيجيري، وكبر الطفل هوب في أحضانهما وإستعاد صحَّته.

صارت "أنيا" شخصيَّة عالميَّة وإستضافتها الكثير من الهيئات الخيريَّة والإجتماعيَّة، كلّ ذلك بسب أحشاء الرأفات لديها!!



"أَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ"

(رسالة بطرس الرسول الأولى ١: ٢٢)



#خبريّة وعبرة
خدّام الربّ ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.