لبنان.. بين مواقف البطريرك الماروني ومواقف رؤساء الطوائف الإسلاميّة!
لبنان.. بين مواقف البطريرك الماروني ومواقف رؤساء الطوائف الإسلاميّة!
07 Apr
07Apr
أنا مع كل صاحب موقف وطنيّ واضح، إلى أي طائفة انتمى.
وبطريرك الموارنة، تاريخيّاً، لا يعمل إلا لمصلحة لبنان وشعبه وطائفته أي رعيته، وهي من ضمن شعبه!
بطريركنا مواطن لبنانيّ حقيقيّ قحّ لا يفاخر باقتنائه السّلاح ولا يحلّ محلّ الدّولة، ولا يدّعي ذلك، ولا ينتمي إلى أي محور خارجيّ، ولا ينفّذ مخطّطات وأجندات أجنبيّة، كما يفعل غيره، لا سيّما من بعض رجال الدين المسلمين، وخصوصاً المحصّنين بالسّلاح والمسلّحين المتمترسين خلف عقيدة دينيّة عنصريّة رجعيّة مناقضة لعقيدتنا الوطنيّة التاريخيّة!
أين مواقف رؤساء الطوائف الإسلاميّة الذين يتقاضون معاشات من الدّولة اللبنانيّة، على عكس رؤساء الطوائف المسيحيّة في لبنان.. أين هي من مواقف بطريرك الموارنة في الأمس.. واليوم؟!
هل هم أسياد قراراتهم كما هو الحال بالنسبة إلى البطريرك المارونيّ الذي أكّد ويؤكّد، والتاريخ يشهد، إنه سيّد قراره؟!
بكركي كانت وما زالت مرجعاً وطنيّاً للبنانيّين على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم ومشاربهم.
وكل إساءة إلى بكركي وإلى سيّد "مجد لبنان" من أي جهة أو دولة أو بوق أو "باجوق" أتت، لا يمكن أن نسكت عنها، إلّا إن ردودنا على من يتهجّم على رموزنا الدينية الوطنية تظل في حدود الآداب والأخلاق، مهما ارتفعت نبرتنا، ذلك لأننا صورة ناصعة لحضارة المسيح، حضارة السّلام والمحبّة..
ولا بدّ لي من أن أكون صادقاً مع نفسي، ومع الآخرين، فأعترف بتقصيرنا كمسيحيّين - باستثناء من يقومون بدورهم الفعّال المثمر - في تبشير كلّ من لا يعرف بعد الرّب يسوع المسيح معرفة شخصيّة خاصّة.. إذ من واجبنا بل مسؤوليّتنا بل رسالتنا الإنسانيّة تبشير كلّ الأمم على امتداد جغرافيا كوكب الأرض، ومن بينهم أهل إيران، والأقرب إلينا ومن بينهم أهل الشيعة والسّنّة والموحّدين الدروز وغيرهم من المنتمين إلى أديان وجنسيات ومشارب أخرى، على أن نكون المثل الصالح، والقدوة والأسوة، ليس بالوعظ فقط، بل بالسّلوك، فيرى فينا الآخرون وجه المسيح المشرق.. (وأنا لا أدّعي إني بلغتُ هذا المستوى إذ ما زلتُ أسعى وأجاهد، وأسقط، وأقوم متّكلاً على نعمة الرب ورحمته ومحبته المطلقة لي أنا المحدود، سجين الجسد والزمان والمكان!) وقد سبقنا، في هذه المسيرة الجهاديّة، رسل السيّد المسيح ربّنا وإلهنا ومخلّصنا وفادينا وهادينا، بالإضافة إلى تلاميذه وكلّ المُبشّرين المُشتعلين بالرّوح القدس الذي يحرّكهم للشهادة للمسيح.. حتى الاستشهاد!