HTML مخصص
12 Mar
12Mar

أب ماتت زوجته ولديه خمس بنات ، تقدَّم لخطبتهنَّ أربع رجال فأراد الأب أن يزوِّج الكبيرة ثُمَّ الَّتي تليها ثُمَّ الَّتي تليها ، ثُمَْ الَّتي تليها ، ولكن البنت الكبيرة رفضت الزواج لأنَّها أرادت أن تهتمّ بوالدها وتخدمه، فزوَّج الأب أخواتها الأربعة ، وجلست البنت الكبرى تهتمُّ بوالدها وتعتني به حتّى مات.

وبعد وفاة الأب فتحوا وصيَّته فوجدوه قد كتب فيها :

"لا تقسموا البيت حتَّى تتزوُّج أختكم الكبيرة الَّتي ضحَّت بسعادتها من أجل سعادتكم".


ولكن الأخوات الأربعة رفضوا الوصيَّة وأرادو أن يبيعوا البيت لتأخذ كلّ واحدة نصيبها من الميراث، دون مراعاة أين ستذهب أختهم الكبيرة الَّتي ليس لها مأوى سوى الله.

ولمَّا أحسَّت الأخت الكبيرة أنَّه لا مفرَّ من تقسيم البيت إتَّصلت الأخت الكبيرة بمن إشترى البيت ، وقصَّت عليه قصَّة وصيَّة والدها وبأنَّها ليس لها إلَّا هذا البيت يأويها وعليه أن يصبر عليها بضعة أشهر لأنَّها أرادت أن تمكث في بيت أبيها حتَّى تجد لها مكاناً مناسباً تعيش فيه ، فوافق ذلك الرجل وقال :

"حسناً لا عليكِ".

فتمَّ بيع البيت وتقسيمه على البنات الخمس ، وكلّ واحدة ذهبت إلى بيت زوجها وهي في غاية السعادة ولم يُفكِّروا في مصير أختهم الكبيرة.

ولكن الأخت الكبيرة كانت مؤمنة بأنَّ الله لن يضيِّعها لأنَّها لزمت مصاحبة والدها وعاشت في خدمته.

مضت الشهور وتلقَّت الأخت الكبيرة إتِّصالاً من الرجل الَّذي إشترى البيت ، فخافت وظنَّت أنَّه سيطردها من البيت ، ولمَّا أتاها قالت له :

"أعذرني أنا لم أجد مكاناً بعد".

فقال لها :

"لا عليكِ أنا لم أحضر من أجل ذلك ، ولكنِّي أتيتُ لأُسلِّمكِ ورقة من المحكمة ، لقد وهبتُ هذا البيت لكِ مهرًا ، إن شئتِ قبلتِ أن أكون لكِ زوجًا ، وإن رفضتي رجعتُ من حيث أتيت وفي كِلتا الحالتين البيت هو لكِ ، فبكت الأخت الكبيرة وعلمت أنَّ الله لا يضيِّع عمل المحبَّة ، فوافقت على الزواج من ذلك التاجر الثريّ ، وعاشت معه في سعادة تامَّة.



"«أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ»، الَّتِي هِيَ أَوَّلُ وَصِيَّةٍ بِوَعْدٍ"

(أف٢:٦)




#خبريّة وعبرة
خدّام الربّ ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.