HTML مخصص
08 Jan
08Jan

كان رجل ثريّ يزور معرضاً للرسم فرأى لوحة جذبت إنتباهه كما جذبت أنظار الآخرين.


كانت اللوحة لأرملة فقيرة يحيط بها أطفالها وقد طُرِدَت من مسكنها وهي تقف تتذلّل لرجل هو صاحب البيت وتتوسَّل إليه بدموع ألّا يطردها، والرجل القاسي يظهر في اللوحة وهو يطردها مع الأطفال بكلّ قسوة وعيون الأطفال تنظر لهذا القاسي بنظرات الخوف والرعب ولكن واحداً منهم كان ينظر إليه بنظرة التحدّي.

والغريب أنّ هذا الثريّ تسمَّرت قدماه وهو ينظر إلى تلك اللوحة لأنَّه قد تذكَّر هذا الموقف أنَّه هو ذاك الرجل القاسي وأخذ قلبه ينبض والعرق يتساقط من جبينه إذ رأى عمله أمامه وأراد أن يشتري تلك اللوحة وذهب إلى الرسَّام الَّذي رسمها وقال له :

"أريد أن أشتري هذه اللوحة".

ووقف الفنَّان وهو ينظر إليه بتحدّي وقال :

"لن أبيع تلك اللوحة أبداً وستظلّ هنا ليراها العالم كلّه".

فبادره الثريّ وقال له :

"ولماذا؟"

فقال له :

"لأنَّ هذه الأمّ هي أمّي وأنا أحد هؤلاء الأطفال".

وإستدار الثريّ ليهرب من أمامه، فقال له الفنّان :

"وأنت هذا القاسي الَّذي لم يرحمنا".

فتسمَّرت قدَمَي الثريّ وهو يحاول أن يلملم أشلاء نفسه ولكن الفنّان إستمرَّ في حديثه بصوت عالي وقال :

"هل تضايقت لأنَّني وضعتُ أمامك أحد أعمالك القاسية؟ ولكنِّي أقول لك أمام اللـه سترى كلّ أعمالك قائمة لتحاسب عليها".



#خبريّة وعبرة
خدّام الربّ ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.