كان هناك طفلين يريدان أن يشاهدا فيلم الكارتون المفضَّل لهم على التليفزيون.

ولكن كان بالفيلم مشهد صغير، ولكن سيِّئ، يُسيء لفطرة الأطفال، رفض الأب تماماً، ومنعهما من مشاهدة الفيلم.


تذمَّر أطفاله بشدَّة، فإنَّه ليس من العدل أبداً أن يمنعهم من مشاهدة الفيلم كلّه من أجل مشهد صغير لا يتعدّى بضع من الثواني.

أراد أبوهما أن يفهمهما ما هو قصده بمثل صغير.

إستيقظا في اليوم التالي، وجدا الأب وقد أعدَّ لهما حلوى من الشوكولا المُفضَّلة لديهما.

طارا من الفرحة وهما أن يأكلا من الحلوى، لولا أن أوقفهما الأب قائلاً :

قبل أن تأكلا من الحلوى، كنتُ أودُّ أن أقول لكما سراً ولكم حريَّة الإختيار أن تأكلا أو لا بعدما أخبركما، فهذه الحلوى تحتوى على قليل جداً من براز كلبنا!!!

لن تشعرا بها.. هيّا كلا..!

صُدِمَ طفلاه ورفضا الأكل..!

حثَّهما الأب : هيَّا.. فهذه قطعة صغيرة قد لا تأتي في نصيبكما..!

رفض طفلاه وقالا : هذه الحلوى مكانها القمامة..! لا نستطيع أكلها!!!

سألهما الأب بحنان : ما هي المشكلة؟ فهذه قطعة صغيرة!

كيف حكمتما على هذه الحلوى الشهيَّة بهذا المصير المحزن.. حرام!!

وضَّح طفلاه بأنَّ هذه القطعة الصغيرة قد أتلفت كلّ الحلوى، فلا تصلح بعد للأكل!

إبتسم الأب قائلاً :

صح ، ولأجل هذا رفضتُ مشاهدة الفيلم، فالفيلم كلّه وإن كان به مشهد قصير جداً يسيئ لفطرتكما الغالية الَّتي خلقها الله فيكما، فهو بكامله مسيئ، لا يصلح أن نشاهده..!



"خُذُوا لَنَا الثَّعَالِبَ، الثَّعَالِبَ الصِّغَارَ الْمُفْسِدَةَ الْكُرُومِ، لأَنَّ كُرُومَنَا قَدْ أَقْعَلَتْ."

(نش ٢: ١٥)

#خبريّة وعبرة
خدّام الربّ ®