HTML مخصص
09 Mar
09Mar

عن كتاب الأهواء والفضائل للقدِّيس باييسيوس الآثوسي...


سأله أحدهم :

أيُّها الشيخ باييسيوس, إن كان أحدنا يحاول التواضع متَّهماً نفسه بأنَّه ضعيف ضائع, فهل يساعده ذلك على إقتناء هذا التواضع؟

فأجابه :

قد يتَّهم المرء ذاته ولكنَّه لا يتقبَّل إتِّهام الآخرين.

قد ينعت حالته بالمزرية ويصف نفسه بأنَّه أكبر الخطأة وأسوأ الناس, ولكنَّه لا يتحمَّل كلمة نقد واحدة من الآخرين.

قد يقع شخص فلا يُعير الأمر إهتماماً, وقد يصطدم بشخص يحبّه فيتغاضى عن الأمر.

ولكن صراخه يعلو متظاهراً بالألم عندما يصطدم به رجل لا ينسجم معه.

عندما كنت في سيناء, كان هناك رجل علماني يُدعى ستراتي وكانوا ينادونه : سيِّد ستراتي.

فيُجيبهم : الخاطئ ستراتي.

كانوا يرونه متواضعاً.

ذات صباح غرق في النوم فلم ينزل إلى الكنيسة فذهب أحدهم لإيقاظه :

سيِّد ستراتي أما زلتَ نائماً؟ لقد إنتهت مزامير السحر.

إنتفض كالمجنون وراح يصرخ :

تأمرني بالنزول إلى الكنيسة أنا التقيّ!

وتناول مفتاح الباب الضخم ليضربه.

سمع الآخرون صراخه فتعجَّبوا لأنَّهم يعرفون تواضعه.

لقد تبدَّل الوضع فصار أضحوكة.

فعندما كان بمفرده كان يدَّعي أنَّه خاطئ, واليوم صار وحشاً.



"وَلكِنَّهُ يُعْطِي نِعْمَةً أَعْظَمَ. لِذلِكَ يَقُولُ: «يُقَاوِمُ اللهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً»."

(يع ٤: ٦)




#خبريّة وعبرة
خدّام الربّ ®

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.