HTML مخصص
06 Mar
06Mar

إلى متى سيظلّ رأس كنيستنا المارونيّة الأنطاكيّة بطريركنا بشارة الرّاعي، سليل البطاركة الأبطال المؤتمنين على لبنان وشعبه وكنيسته وتاريخه وتراثه، يستقبل ويجالس الفاسدين على مائدته في صرح مجد لبنان الذي يخونه هؤلاء الشّاذّين عن طريق الحق والمرتهنين لمحاور خارجيّة يخضعون لإملاءاتها على حساب كرامتهم وكرامة لبنان وشعبه ومصالحهما العليا، من دون أن يوبّخهم ويؤنّبهم وجهاً لوجه، وليس فقط في عظاته، ليرتدّوا ويصوّبوا مسارهم ويصوموا عن المادّيات ويعيدوا إلى الدّولة المال الذي نهبوه من خزينتها وإلى المودعين أموالهم التي هرّبوها من المصارف اللبنانيّة إلى الخارج بالتّواطؤ مع أصحاب المصارف.. ويحثّهم للعمل جاهدين لخلاص نفوسهم ؟!



قصّة الإبن الضّال في الإنجيل، كلّنا نعرفها !


كم إبن ضال يوجد في الطاقم السّياسي عندنا لا سيّما بين المسيحيّين وتحديداً بين الموارنة المتنكّرين لتاريخهم وتراثهم وأمجاد كنيستهم ؟!


قد يقول البعض أن أبواب بكركي مفتوحة للجميع! من قال العكس؟!

وسأظلّ أكرّر بكلّ إيمان وفخر واعتزاز أن بكركي مرجعي الروحي والوطني ومرجع أمثالي من اللّبنانيّين الشرفاء الأقحاح، إلّا أنّها ليست مرجع معظم السّاسة الموارنة المأجورين التّابعين لمحاور إقليميّة- دوليّة ينفّذون ومصالحها الدنيئة على حساب مصالحنا الوطنية العليا.. وشتّان ما بيننا وبينهم، ونجّانا الله من شرورهم !


السّيّد المسيح أكل وشرب مع الخطأة وجذبهم بمحبّته ورحمته وحنانه وحوّلهم إليه ونالوا الخلاص بعد أن عمّدهم بماء المعموديّة الرّوحيّة، وبذل دمه الطاهر على خشبة الصليب فداء عن البشريّة جمعاء، وكثر ممّن صار بينه وبينهم خبز وملح وخمر، وقد أفاض عليهم نعمه وبركاته، اشتعلوا بنار الروح القدس الذي حلّ عليهم، فانطلقوا بكل فرح واندفاع يحملون البشارة الإنجيليّة السّارّة إلى الشعوب والأمم، ينتقلون من منطقة إلى منطقة ومن بلد إلى بلد، ليستشهد المئات والآلاف منهم حبّاً بالمسيح، له المجد، متحمّلين شتّى أنواع الاضطهادات والعذابات التي ذاقوها على أيدي الظلاميين أعداء الكنيسة، لينالوا أكاليل المجد بعد أن جاهدوا الجهاد الحسن وبشّروا بالرّسالة الخلاصيّة في أربعة أقطار العالم التي زرعوا فيها كلمة الله المحيية نور العالم !


أبواب صرحنا البطريركيّ ستبقى مفتوحة أمام القاصي والدّاني، على أمل أن يفتح كلّ ابن ضال باب قلبه للرّب يسوع، يتوب إليه ويطلب منه أن يحوّله إليه تماماً كما حوّل إليه الخطأة ولا سيّما مرضى النفس والجسد والرّوح الذين عالجهم وشفاهم بدواء رحمته الأبوية المجّانيّة اللّامحدودة وغير المشروطة !


وعلى أمل أن يفتح أصحاب المصارف والسّياسيّين السّارقين أبواب خزناتهم الّتي كدّسوا فيها، بطرق ملتوية، أموال المودعين اللّبنانيين والأجانب، ويعلنوا على الملأ اعتذارهم من الشعب اللّبناني ككلّ وخصوصاً من كلّ المودعين الذين أساءوا إليهم بشر ارتكاباتهم الجرميّة التي تعاقب عليها القوانين المرعية الإجراء !


وعلى أمل أن نفتح باب الفرج بمفتاح الرّجاء، ونتعاون لإعادة الثقة بلبنان الدولة والكيان والهوية، بعد ترميمه وإصلاح ما خرّبته أيدي المسؤولين الفاسدين ولا سيّما السّاسة منهم، ونصلح السلطة القضائية، ونحيي الإقتصاد بعد إعادة هيكلة المصارف وتطهيرها لإعادة الثقة لبنانيّاً وعالميّاً بالقطاع المصرفيّ عصب الاقتصاد، وتحرير لبنان من كل أمراضه المزمنة ولا سيّما من كلّ حزب تناقض عقيدته السّياسيّة-الدينيّة عقيدتنا الوطنيّة، بحيث لا يظلّ أي سلاح دينيّ عقائديّ ظلاميّ يعلو فوق سلاح جيشنا الحبيب وكلّ قوانا العسكريّة والأمنيّة المسلّحة.. فلا يبقى باب لبنان مفتوحاً على الأزمات والمصائب والهزّات والبلايا !


ستظلّ أبواب كنيسة المسيح مشرّعة للجميع، للمسيحيّين ولغير المسيحيّين من كلّ الشّعوب والأمم والأديان والجنسيّات والأعراق والإثنيّات والمشارب..


سيظلّ لبنان منارة في هذا الشرق، رغماً عن كل المتآمرين الطامعين بثرواتنا وأدمغتنا ةخيراتنا وخبراتنا وموقعنا الاستراتيجي في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وستظل الأرزة متوسّطةً علمنا، وسيظلّ إيماننا ثابتاً لا يتزعزع على صخرة المسيح، ومهما عصفت الأهوال بكنيستنا، فستظل عاصية على أعدائها المنظورين وغير المنظورين، وأبواب الجحيم لن تقوَ عليها.. حتّى لو تراخى بعض المسؤولين الرّوحيّين ضعاف النّفوس فيها، ووشوش الشّرير في آذانهم لاستمالتهم وإغرائهم وإخضاعهم لمشيئته التّدميريّة.. وعمّا قريب سيصير لبنان منارة أقداس بحسب ما كان يردّد أبونا صليبا القزح "القدّيس" الذي انتقل إلى الكنيسة المنتصرة حيث انضم إلى الملائكة والقدّيسين ليفرح بالثالوث الأقدس الذي أسّس فريقه الروحي باسمه وعلى صخرته.. انطلافاً من دير الأحمر إلى أبعد من الحدود اللّبنانية !



/سيمون حبيب صفير/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.